أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

أشياء للفرجة فقط..

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

يحدث ذلك كثيرا، وفي ظني أنه أحد ثنائيات أو تفاصيل الحياة التي اعتدناها ولم يعد أحد يتوقف عندها، كثيرون لا يتوقفون عندها أو لا تسترعي الانتباه، ما جعلني أتوقف هذه المرة هي تلك الدهشة التي رافقت اكتشاف صديقتي لأحد محلات التحف والغرائبيات افتتح مؤخرا في أحد المراكز، جعلتنا نلهث لنصل إليه بأسرع ما يمكن، حين دخلنا صرنا ننقل نظرنا وأيدينا ومعظم حواسنا بين القطع والمقتنيات، بعد نصف ساعة من الانبهار خرجنا بأيد فارغة، لم نشتر شيئا، سألتها لماذا؟ قالت: لم أجد شيئا يستحق الشراء! كل الأشياء كانت مصفوفة بعناية وبلا مبالاة للفرجة لا أكثر، أنا أيضا شعرت بالشيء ذاته!
في كل حياتنا، مع البشر كما مع الناس والأشياء، هناك ما هو قابل للاستعمال أو التعامل وهناك ما هو للفرجة فقط، نحن نتفرج على محلات رائعة ذات نوافذ عرض لا يمكنك أن تشيح ببصرك عنها، لكنك في الوقت نفسه لا تستطيع أن تشتري منها شيئا إما لأنها غالية جدا، أو لأنها لا تناسبك أو لا تناسب استخداماتك الحياتية، وربما لأنها تبدو في غير مكانها وبيئتها، وكما يحدث أمام واجهات المحلات التجارية أو في داخلها يحدث لك أن تدخل بيت صديقك أو أحد أقربائك فتشعر بنفسك وكأنك في بيتك تماما، لا وجود لحاجز نفسي أو حضاري بينك وبين التفاصيل، قد تدفع الباب وتدخل ببساطة، تتناول الطعام مع أهل المنزل دون موعد، وقد تقضي ليلتك بهدوء تام دون أي إحساس بالحرج أو الضيق، في بيوت أخرى يحدث ألا نأتلف معها مهما كان مقدار بذخها وفخامتها، ومهما حاولنا إجبار أنفسنا على ذلك، هناك إذن بيوت نستخدمها ونألفها إنسانيا وبيوت نتفرج عليها وعلى ساكنيها ثم نخرج دون أن نؤسس أي علاقة أو حالة اقتراب من أي نوع!

ليست المسألة في الفخامة ولا في الرفاهية ولا في القيمة المادية، فنحن نتفرج على المتاحف لكننا لا نسكنها حتما ولا نفكر، ونتفرج على الممثلين وعارضي الأزياء ومقدمي الرامج والنجوم وفتيات الاعلانات لكننا لا نصادقهم ولا نتزوجهم ولا نصحو لنجدهم جيراننا أو أصدقاءنا الذين من الممكن أن نثرثر معهم حول طاولة الغداء أو في أحد المقاهي البسيطة، المسألة في الذي يلامس داخلك، في الذي يحقق احتياجك أيا كان حجمه، فيمن يشعرك بأنه يشبهك، يشبه وجه أمك، تفاصيل بيتك وبراءة أطفالك ونزوعك للتلقائية، هناك أشياء في الحياة لا تحتاج مالا كثيرا ولا جهدا خارقا لتصلك بمنتهى البساطة لكنها تحتاج حالة صدق حقيقية.

في‏ نهاية الأمر الحياة كلها هكذا، ثنائيات بلا نهاية، أشياء تستعملها وتندمج فيها بلا مقدمات وأشياء تقف أمامها مترددا تتفرج ثم تنسحب وتمضي، تعلم أنها لفرجة الجميع، للكل، وليست لك أنت فقط، كالمتحف، كالبيوت المرممة، كالشواهد التاريخية، كالبشر الذين يشبهون عرائس من فخار منقوشة برسومات صينية زاهية، لا تعنيك ولا تشبهك لكنها جميلة للفرجة فقط.. وقابلة للكسر سريعا.