أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

البقر يذبح للبشر.. والبشر لمن؟!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 24-10-2014

لو أسكنا خريطة العالم ليوم واحد فقط لراعت انتباهنا في معظم قارات العالم ظاهرة لا يمكن التغافل عنها والبعد الكارثي من ورائها، ففي كل البقع الساخنة والباردة يذبح البشر بدم بارد، ولو ذبح البقر أو أي حيوان آخر بتلك البرودة وعدم المبالاة للقي ذلك استنكاراً واستهجاناً.

بل قد يذبح الحيوان بطريقة واحدة في حين أن ما يدور في حارات المجتمعات المفتوحة على كل أنواع الذبح للإنسان البريء وغيره، أمر مختلف.

فإذا استثنينا الحروب التي دارت رحاها على مدى تاريخ الإنسانية ولأسباب متعددة والملايين التي ذهبت ضحية لأطماع البشر في التسيد أو التمدد على حساب الآخرين وإن كان الذبح أو القتل هو الوسيلة المتاحة، إلا أن ما يحدث اليوم من خارج الحروب المعروفة، أدخلت إليها وسائل فكرية وأيديولوجية مفخخة داخل الإنسان قبل أن يتحول ذلك إلى عملية انتحارية في تفخيخ مركبة أو حتى أي حيوان سائب يكون وسيلة سهلة لقتل الإنسان أينما وجد في الشارع العام أو في منزله الذي يفترض أن يكون آمناً فإذا لم يكن كذلك فإلى أين المفر؟

عندما يكون الإنسان هو ضحية هذه الفوضى في القتل عن عمد وسبق إصرار تحت يافطات دينية وطائفية وعرقية ولّدت ظاهرة القتل والقتل المضاد وبصورة يومية لا تغفل عنها عين تطرف، دون أي تمييز بين طفل وكهل، في حالة من التسيب والاستسهال لم يعرف ذلك من قبل.

فالذي يقلب صفحات الليل والنهار على هذه الأحداث المؤسفة يخشى على نفسه أن يكون الضحية التالية، خاصة في البلدان التي انقطع فيها حبل الأمن والأمان منذ سنوات، وهي التي تريد استعادة ذلك من بين براثن الإرهاب والتطرف الذي لم يولّد إلا مزيداً من التفجيرات والفخاخ والعمليات الانتحارية التي تستغل حتى براءة الأطفال في تنفيذها باسم الاستشهاد ودخول الجنة بسلام.

لقد ارتكبت في التاريخ البشري فظاعات ومجازر يندى لها الجبين ولكن الذي يحدث اليوم مختلف لأن هدف زعزعة الاستقرار في المجتمعات الآمنة أصبح وراء ذلك ومن ثم قلب الأوضاع لصالح فئات وجماعات وتنظيمات تريد أن تعتاش على دماء البشر الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مثل هذه التفجيرات وإن كانوا وقوداً لإشعال الحروب الأهلية التي لم تصل بأي مجتمع إلى بر الأمان.

والسبب أن الفكر الذي يستسهل سفك الدماء للوصول إلى غايته لا يمكن أن يكون وسيلة لنيل الإنسان العادي حقه في العيش بدل فرض الموت عليه لمجرد أن هناك فئة لا يعجبها ما هو سائر في العالم وتريد تسيير أهوائها وهوسها وتشنجاتها على الناس ولو على حساب حياتهم.

ويستشعر المرء من خلال أدبيات وسائل الإعلام الحديثة وعلى مدار الساعة عن أنباء التصفيات الجسدية والاغتيالات وتفجير المركبات والأبنية وغيرها بحال من الهلع العام، وكأن العالم كله مستهدف لشريحة كارهة لرائحة الحياة ومغرمة برائحة الموت التي لا يمكن أن تكون البديل لعودة الأمور إلى طبيعتها.

إن جدلية التخلص من البشر والمبالغة في ذلك بشتى الوسائل من أجل تحقيق أغراض مدفونة في النفوس التي تبغض الحياة التي تدب في كل شيء وليس في الإنسان فقط، جزء من عملية غسيل مبرمجة لطمس صفة الإنسانية من مكامن الإنسان وهو الجوهر الثمين الذي بمقدوره إعادة الميزان المعوج لصالحه وهو وظيفته الأسمى في خلافة الأرض أي إدارتها بتعميرها وليس بتدمير ما يدب عليها.

إن ما يجري في بعض بقاع العالم وخاصة في بؤر الاضطرابات من قتل منهجي لأكرم جنس في الوجود أمر خارج نطاق الدائرة الإنسانية، فإذا حدث ذلك الفعل في الغابات قد يكون مبرراً، أما في قلب الحضارات حيث العقل والوعي والبصيرة تصاحب الإنسان فلا ينبغي أن يتساوى ذبح البقر بذبح البشر.