أعربت دولة الإمارات عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأمنية الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس، والتي شهدت اشتباكات مسلحة بين مجموعات متنازعة في مناطق متفرقة، بما في ذلك أحياء عين زارة ورأس حسن وبن عاشور.
جاءت هذه التصريحات عبر بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام) يوم الأربعاء، دعت فيه جميع الأطراف إلى "خفض التصعيد الفوري، ووقف الاقتتال، واللجوء إلى الحوار والوسائل السلمية لحل الخلافات".
وأكد البيان على ضرورة "حماية المدنيين والممتلكات العامة والبنى التحتية الحكومية"، مُطالباً بـ"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لاحتواء الأزمة الراهنة".
كما أعادت الإمارات تأكيد موقفها الثابت الداعم للحلول السياسية الشاملة في ليبيا، والتي تُعزز الأمن والاستقرار ووحدة البلاد، وفقاً لخارطة الطريق الأممية وقرارات مجلس الأمن واتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 2020، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي نحو التنمية والازدهار.
من ناحية أخرى، أدى تجدد العنف في طرابلس إلى تعليق الرحلات الجوية بمطار معيتيقة الدولي، وإعلان الهلال الأحمر الليبي حالة التأهب القصوى، فضلاً عن تعليق الدراسة في جامعة طرابلس ومؤسسات التعليم التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
وتأتي هذه الاشتباكات في أعقاب مواجهات مسلحة سابقة يوم الاثنين في منطقتي صلاح الدين وأبو سليم، رُويت خلالها أنباء عن مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي.
تشهد ليبيا انقساماً سياسياً وأمنياً منذ عام 2022، مع وجود حكومتين متنافستين: حكومة الوفاق الوطني برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس (غرب)، وحكومة برئاسة أسامة حماد في بنغازي (شرق وجنوب).
وعلى الرغم من الجهود الأممية المتكررة لتنظيم انتخابات تُنهي الانقسام، إلا أن التعقيدات الميدانية والخلافات حول الشروط الدستورية تُعيق تحقيق أي تقدم ملموس، مما يُطيل أمد الأزمة ويعمق معاناة المدنيين.