أجرى ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مباحثات في جدة، الثلاثاء، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة بشأن الملف النووي الإيراني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الجانبين استعرضا خلال اللقاء مستجدات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لمعالجتها. وشدد ولي العهد على أهمية ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وأعرب عن أمل المملكة في أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في خلق بيئة مؤاتية للحوار وتسوية النزاعات، مؤكداً تمسك السعودية بالحلول الدبلوماسية.
من جانبه، عبّر الوزير الإيراني عن تقديره لمواقف السعودية، خاصة إدانتها للعدوان الإسرائيلي، مشيداً بمساعي ولي العهد في دعم جهود السلام الإقليمي.
وكان عراقجي قد التقى الإثنين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث تركزت المحادثات على سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف حيال قضايا المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها إن اللقاء بحث مستجدات المنطقة، والجهود الرامية لتحقيق الاستقرار، فيما أكد متحدث الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن زيارة عراقجي إلى جدة جاءت عقب مشاركته في قمة "بريكس" التي استضافتها البرازيل مؤخراً.
وأشار بقائي إلى أن الوزير الإيراني سيجري مباحثات مع مسؤولين سعوديين كبار، في إطار التنسيق المشترك بشأن ملفات الأمن الإقليمي وتطورات الملف النووي، خصوصاً بعد إشارات أمريكية لاستئناف المحادثات مع طهران.
وفي هذا السياق، صرح عراقجي لصحيفة فايننشال تايمز بأن بلاده تلقت مؤشرات غير مباشرة من واشنطن بشأن رغبة محتملة في العودة إلى طاولة المفاوضات، لكنه أعرب عن حذر طهران إزاء تلك الرسائل، مطالباً بضمانات واضحة لأي اتفاق مستقبلي.
وقال عراقجي: "إيران امتثلت بالكامل للاتفاق النووي لعام 2015، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه من طرف واحد، واستمرت في ممارسة الضغوط، بما في ذلك من خلال التحركات العسكرية لتحالفات نووية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتسعى السعودية، بحسب مصادر دبلوماسية، إلى دفع جهود استئناف المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، حيث زار وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان واشنطن مؤخراً، والتقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وناقش معه قضايا إقليمية عدة، من بينها مستقبل الاتفاق النووي الإيراني.
وعقب تلك الزيارة، أجرى الأمير خالد اتصالاً هاتفياً برئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال عبدالرحيم موسوي، في خطوة لافتة لم يُكشف عن تفاصيلها بعد، لكنها تعكس انخراطاً سعودياً أعمق في جهود احتواء التوترات الإقليمية، ودعم مسارات الحوار مع إيران.