أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، ما لم تتخذ "إسرائيل" خطوات حقيقية للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، والالتزام بحل الدولتين، ووقف ضم الأراضي في الضفة الغربية.
وأكد ستارمر في مؤتمر صحفي أن "الشعب الفلسطيني عاش معاناة فظيعة"، مشيراً إلى مشاهد الأطفال الجائعين في غزة و"الرضع الذين لا يجدون غذاءً"، معتبراً أن ما يتعرض له الفلسطينيون من "تعذيب وقتل ممنهج" يمثل إهانة للمجتمع الدولي.
وأوضح أن حكومته أعادت تمويل وكالة "الأونروا" وتواصل العمل مع الشركاء لإيصال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيُتخذ بناءً على تطورات الأوضاع.
وجاء إعلان ستارمر عقب استدعائه وزراء حكومته من العطلة الصيفية لمناقشة الوضع في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 60 ألفاً منذ بدء الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، وفق وزارة الصحة في القطاع.
من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين "ما لم يحدث تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار"، مضيفاً أن "صور أطفال يُطلق عليهم النار أثناء بحثهم عن الغذاء تهز ضمير العالم".
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام كندية عن مصدر حكومي أن كندا تدرس إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضحت هيئة البث العامة الكندية "سي بي سي" أن القرار لم يُحسم بعد، وأن النقاشات تدور حول ما إذا كان الاعتراف سيكون مشروطاً.
ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني اليوم الأربعاء جلسة عن بُعد لمجلس الوزراء لمناقشة تطورات الوضع في الشرق الأوسط، بعد أن أجرى أمس الثلاثاء اتصالاً هاتفياً مع ستارمر بحث فيه إعلان بريطانيا المرتقب، إضافة إلى الأوضاع في غزة.
وكانت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا آناند قد أكدت في مؤتمر حول حل الدولتين في نيويورك أن القضية الفلسطينية هي جوهر أي أمل في تحقيق استقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط، مشددة على أن قيام دولة فلسطينية فاعلة يتطلب "حكماً ديمقراطياً يشمل كل الشعب الفلسطيني".
يُذكر أن إعلان ستارمر جاء بعد موقف مماثل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو ما قوبل بانتقادات إسرائيلية وأميركية حادة. كما سبق لرئيس الوزراء الكندي أن انتقد علناً ما وصفه بانتهاكات إسرائيلية للقانون الدولي في تعاملها مع الأزمة الإنسانية في غزة، وفق ما أوردته شبكة "سي تي في" نيوز.