منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية مطلع 2022، دخلت العلاقات بين موسكو وواشنطن في نفق من التوتر غير المسبوق، حيث فشلت محاولات الوساطة التقليدية في فتح مسار تفاوضي جاد بين القوتين النوويتين.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بداية 2025، عاد الحديث عن قمة مرتقبة تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط تكهنات بأن اللقاء قد يعيد رسم ملامح النظام الدولي.
في خضم هذه التحولات، برز اسم الإمارات إلى جانب السعودية كأحد المواقع المحتملة لاحتضان هذا الحدث، في ظل سجلها الدبلوماسي النشط، وعلاقاتها المتوازنة مع كل من روسيا والولايات المتحدة.
ويُنظر إلى أبوظبي على أنها قادرة على توفير بيئة محايدة، بعيدة عن الضغوط السياسية والقانونية التي قد تواجه بوتين في دول أخرى، خاصة في ظل مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
إعلان موسكو وإشارات واشنطن
الرئيس الروسي أعلن في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، أن أبوظبي ضمن الخيارات الجادة لاستضافة القمة، لافتاً إلى وجود "رغبة مشتركة" لإنجاحها، ومشيراً إلى استعداد أطراف صديقة لتنسيق الترتيبات.
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب لا يمانع لقاء بوتين، وقد يتبعه لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا سمحت الظروف.
كما أشارت إلى أن الاتصالات التي أجراها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في موسكو أسهمت في تسريع المفاوضات الأولية.
لماذا الإمارات تحديداً؟
وفق تقارير صحفية، من بينها تقرير لوكالة "رويترز" في مايو الماضي، فإن اختيار أبوظبي لا يتعلق فقط بموقعها أو تجهيزاتها، بل أيضاً بوضعها القانوني الفريد، إذ لم تصادق على نظام روما الأساسي، ما يعفيها من الالتزام بتنفيذ مذكرة اعتقال بوتين.
كما أن سياستها الخارجية خلال السنوات الأخيرة اتسمت بمرونة لافتة، حيث حافظت على علاقات وثيقة مع واشنطن، دون القطيعة مع موسكو، وامتنعت عن الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، مع تبني موقف براغماتي من الأزمة الأوكرانية.
سجل وساطة وتواصل شخصي
سبق لأبوظبي أن لعبت أدواراً وسيطة في ملفات دولية حساسة، أبرزها رعايتها عمليات تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا عام 2023. كما احتضنت في السابق محادثات غير مباشرة لحل نزاعات إقليمية.
وتعزز هذا الدور بزيارات متكررة لمسؤولين روس رفيعي المستوى إلى أبوظبي مؤخراً، إلى جانب العلاقات الشخصية الوثيقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة ونظيره الروسي، وهو ما قد يهيئ الأرضية اللازمة لقمة من هذا النوع.
وحسب مراقبون، فإن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو الأخيرة، ربما تكون قد ركّزت على هذا الموضوع كموضوع رئيسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بالتالي لا بد من عقد اجتماع ما بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي.
اقرأ أيضاً
رويترز: قمة بين ترامب وبوتين قد تنعقد في الإمارات أو السعودية