"تبرز الإمارات ببطء، ولكن بثبات كسرطان آخر يجتاح العديد من الدول الأفريقية، ومع ذلك لا أحد يتحدث عنها"، هكذا تحدثت صحيفة "تنزانيا تايمز"، عن تحركات أبوظبي "الخفية" في قارة أفريقيا.
وفي تقرير لها نشرته اليوم السبت، قالت الصحيفة إن معظم الناس يلقون باللوم على الولايات المتحدة، في حين يشكك آخرون في الصين عندما يتعلق الأمر بالأطراف التي تنهب موارد أفريقيا، لكن "هناك لاعب صامت وسرطان بطيء النمو والذي قد يكون في الواقع الجاني الأسوأ"، في إشارة إلى أبوظبي.
وأشار التقرير إلى وجود أكثر من 20 مصفاة للذهب في الإمارات، و7000 تاجر ذهب، وتستورد أكثر من 1000 طن من الذهب سنوياً، ويأتي أكثر من ثلثيها من أفريقيا. لافتاً إلى أن دولة الإمارات لا تمتلك أي مناجم ذهب معروفة.
وقال إن أبوظبي تحقق هذا الهدف من خلال تحفيز الصراعات في مختلف الدول الأفريقية، مثل السودان وليبيا وتشاد. مشيراً إلى العلاقة القوية بين أبوظبي وقوات الدعم السريع في السودان.
دعم سري للمتمردين
واتهم التقرير أبوظبي بدعم مجموعات متمردة سراً، مثل التعاونية من أجل تنمية الكونغو (كوديكو)، وهي عبارة عن حركة تضم مجموعات ميليشيا ليندو المختلفة التي تنشط داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ولفت إلى أن حركة "كوديكو" بدأت العمل خفيةً تحت ستار جمعية تعاونية زراعية سلمية، قبل أن تتحول في نهاية المطاف إلى حركة تمرد مسلحة، حيث يواجه العديد من ميليشياتها اتهامات من قبل مسؤولي الأمم المتحدة بارتكاب مجازر وجرائم حرب.
كما اتهم التقرير أبوظبي بدعم جماعة 23 مارس المتمردة من خلال توجيه الدعم عبر رواندا، مما يمكّن الحركة المتمردة من القتال ضد حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، بهدف السيطرة على المناطق الغنية بالمعادن في البلاد.
تبييض السمعة
ولفت التقرير إلى أن أبوظبي تحاول، بالتوازي مع تدخلاتها- تقديم نفسها كصديقة لأفريقيا، بحسب مراقبين. مؤكداً أن هذا "ادعاء خدع بعض الزعماء الأفارقة، ومن بينهم، كما ورد، ويليام روتو من كينيا، والذي يُعتقد أنه يسهل "الأنشطة الشريرة" التي تقوم بها أبوظبي في السودان.
يُذكر أن السودان رفع دعوى قضائية ضد الإمارات بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت في غرب دارفور.
وأكدت تقارير سودانية مقتل بعض الجنود الإماراتيين في السودان أثناء القتال إلى جانب قوات الدعم السريع، بحسب التقرير.
ويتساءل المحللون السياسيون لماذا لا يستطيع الأفارقة حل مشاكلهم محليا واتخاذ خطوات لتعزيز الاتحاد الأفريقي بطريقة تمكن الاتحاد من معاقبة دول مثل أوغندا ورواندا على التدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، أو حتى كينيا لتسهيل الإبادة الجماعية في السودان.
"وبالإضافة إلى الذهب، كانت الإمارات تستخدم أساليب الرشوة أو القوة للفوز بمشاريع كبرى في القارة، كما اتُهمت مؤخراً بتهريب أنواع من الحيوانات البرية الحية من أفريقيا، لتجديد حدائق الحيوان والمتنزهات التابعة لها"، بحسب التقرير.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن أبوظبي تستخدم كل الأدوات المتوفرة تحت تصرفها كوسيلة للنمو وترسيخ جذورها في أفريقيا، بما في ذلك "استغلال الأديان".