أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز" بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس" أن غالبية الأمريكيين يؤيدون اعتراف دول العالم بدولة فلسطين، ويدعمون اتخاذ بلادهم خطوات ملموسة لمساعدة المدنيين في قطاع غزة.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر الماضي، بحسب ما نشرته وكالة "بلومبيرغ"، الأربعاء.
كما كشف الاستطلاع، الذي شمل أكثر من 4400 أمريكي بالغ وأجري خلال ستة أيام وانتهى الاثنين، أن 58% من المشاركين يؤيدون اعتراف جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، في حين عبّر 33% عن رفضهم لذلك، وامتنع 9% عن إبداء رأيهم.
ويأتي هذا التحول في المزاج الشعبي الأمريكي بالتزامن مع إعلان كل من كندا وبريطانيا وفرنسا عزمها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهي دول حليفة تقليدياً للولايات المتحدة، مما يزيد من الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي في ظل أوضاع إنسانية مأساوية في غزة.
وبحسب نتائج الاستطلاع، أعربت أغلبية كبيرة تبلغ 65% من الأمريكيين عن دعمهم لتحرك واشنطن من أجل مساعدة سكان غزة، الذين يعانون من الجوع ونقص حاد في الإمدادات الأساسية، بينما عارض 28% هذا التوجه، من بينهم 41% من الجمهوريين المؤيدين للرئيس دونالد ترامب.
كما أشار الاستطلاع أيضاً إلى أن 59% من المشاركين يعتبرون أن الرد الإسرائيلي على هجمات 7 أكتوبر كان مفرطاً، مقابل 33% لم يوافقوا على هذا التوصيف.
وتعكس هذه الأرقام تزايد الانتقادات الشعبية داخل الولايات المتحدة للسياسات الإسرائيلية، مقارنة باستطلاع مماثل أُجري في فبراير الماضي، أظهر أن 53% فقط اعتبروا الرد الإسرائيلي مفرطاً حينها.
وتأتي هذه النتائج في وقت تؤكد فيه منظمات أممية وإنسانية أن سكان غزة على شفا المجاعة، مع استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن الاحتلال لا يسمح بدخول الإمدادات الكافية للقطاع لتفادي الجوع واسع النطاق، واصفة الوضع الإنساني في غزة بأنه وصل إلى "مستويات لا يمكن تصورها".
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الجمهوري الذي يتزعمه ترامب يتبنى نهجاً معارضاً للمساعدات الخارجية، تحت شعار "أمريكا أولاً"، ويطالب بتوجيه أموال الدولة لخدمة الأمريكيين داخل البلاد بدلاً من المساعدات الدولية، ومن ضمن ذلك المساعدات الغذائية والطبية.
كما تعكس نتائج الاستطلاع الجديد تحولاً لافتاً في الرأي العام الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، وسط تصاعد الأصوات المطالِبة بإنهاء الحرب على غزة والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.