جددت سلطنة عُمان، اليوم الجمعة، دعوتها للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي لوقف "انتهاكاتها المتكررة"، وضمان سلامة المشاركين في أسطول الصمود وعودتهم الآمنة إلى أوطانهم، مشيرة إلى أنها تتابع بجهود حثيثة عبر قنواتها الدبلوماسية مصير مواطنيها المحتجزين، ومن بينهم الناشطة العُمانية "أمامة اللواتي" التي ناشدت حكومتها التدخل العاجل لإطلاق سراحها.
وفي السياق ذاته، أعلنت كل من الكويت والبحرين، أمس الخميس، متابعتها عن كثب التطورات المتعلقة باحتجاز عدد من مواطنيها المشاركين في الأسطول. وأكد وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا أن سلامة المواطنين الكويتيين أولوية قصوى، وأن وزارته تبذل كافة الجهود الممكنة للإفراج عنهم في أسرع وقت.
فيما شددت وزارة الخارجية البحرينية على متابعتها المستمرة بالتنسيق مع سفارة البحرين لدى تل أبيب لضمان الإفراج عن المواطنين البحرينيين المحتجزين وعودتهم سالمين.
ويأتي ذلك عقب هجوم واسع شنته البحرية الإسرائيلية على أسطول الصمود العالمي خلال إبحاره في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة، حيث اعترضت القوات الإسرائيلية خلال 38 ساعة جميع سفن الأسطول البالغ عددها 42، واستولت على آخر سفينة “مارينيت” صباح الجمعة على بعد نحو 42.5 ميلاً بحرياً من غزة.
وبحسب منظمي الأسطول، فقد كانت السفن تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين من عدة دول سعوا لكسر الحصار المفروض على القطاع. وأكدت قوات الاحتلال أنها اعتقلت 470 مشاركاً، بينهم نحو 200 ناشط جرى التحقيق معهم قبل نقلهم إلى سجن "كتسيعوت" جنوب إسرائيل.
الهجوم أثار موجة احتجاجات وتنديدات رسمية وشعبية حول العالم، حيث اعتبرت منظمات حقوقية ودولية، بينها العفو الدولية والأمم المتحدة، أن اعتراض السفن في المياه الدولية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجريمة لا يمكن القبول بها، وسط مطالبات بإطلاق سراح جميع المشاركين ومحاسبة تل أبيب على جرائمها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يرتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و225 شهيدا، و168 ألفا و938 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.