علّق الكاتب والإعلامي الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي على تصاعد الغضب العربي والدولي من دور أبوظبي في حرب السودان، محذراً من أن استمرار هذا المسار "سيقود إلى مستقبل مظلم" للدولة إذا واصلت "العدوان على الشعوب"، على حدّ تعبيره.
وقال النعيمي في منشور له على منصة إكس: "حذرنا من قبل بأنّ مستقبل الإمارات سيكون مظلماً إذا استمرت بهذا العدوان على الشعوب! أدعو كل العقلاء في الدولة إلى القيام بدورهم في النصح والتوجيه.. وقتٌ للتوقف، وقت للتغيير، فمن يستفزّ الضمير لا بدّ أن يواجه عواقب أفعاله. الذي لا يرى الخطر المحيط بالدولة هو أعمى".
ويأتي تصريح النعيمي في وقت تتزايد فيه الانتقادات الإقليمية والدولية لدور أبوظبي في النزاع السوداني، بعد تقارير تحدثت عن دعم عسكري ولوجستي قدّمته أبوظبي لمليشيات “الدعم السريع” المتهمة بارتكاب مجازر بحق المدنيين في مدينة الفاشر غربي السودان.
وكان النعيمي، قد تحديث في حوار صحفي سابق، بأنه يعتقد بوجود "اغترار شديد بالقوة الغربية والإسرائيلية" محذراً من تبعات هذا الانحياز على دول المنطقة.
وأضاف: أنا إماراتي وأتحدث عن الدولة والحكومة، مشدداً على أن ما يحدث قد يجر الإمارات إلى مواقف خطيرة إن استمر تدخلها في الشؤون العربية وربطها بمصالح الكيان الصهيوني.
كما حذر من تشديد القبضة الأمنية داخل الدولة إلى حد انتهاك حقوق الإنسان، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى خلق حالة من الخوف والشلل لدى المواطنين.
وقال إن الناس صاروا يخشون التعبير عن آرائهم، وأن الوضع الداخلي "مخيف ومرعب" بحيث لا يستطيع البعض التواصل حتى مع ذويهم خوفاً من الملاحقة أو التهديد.
وأشار إلى حالات اختفاء واعتقال لأشخاص لمجرد تغريدهم أو التعبير عن مواقف معارضة للتطبيع، مضيفاً أن مثل هذه الممارسات تحول المجتمع إلى مساحة يُخنق فيها أي صوت مخالف.
ورأى أن استمرار هذا المسار يجعل الدولة محاصرة "كماشتين" تؤثران على حرية التعبير والأمن الاجتماعي، وإلى جانب الضغوط الداخلية، نبه النعيمي إلى ضغوط خارجية تتعرض لها الدولة من دول عربية وحتى دول كانت تعتبر صديقة.
ودعا النعيمي، سلطات أبوظبي إلى الحفاظ على "محيطها العربي والإسلامي" واعتبار أهل الداخل سنداً وقوة، محذراً من أن التخلي عن هذا السند لصالح مصالح خارجية قد يضر بأمن الدولة واستقرارها. كما نبه إلى أن المصلحة الوطنية تقتضي تجنّب الدخول في أزمات عدائية مع دول صديقة قد تكون نتائجها وخيمة.
وختم النعيمي بالتحذير من أن استمرار هذا المسار قد يعرض الدولة إلى "شيء لا تحمد عقباه"، متمنياً أن تعود الدولة إلى تقوى الله والمصلحة العامة كمرتكزين لتصحيح المسار ودرء المخاطر المحتملة.