أعلنت دبي القابضة وشركة “بالانتير” الأميركية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، عن إطلاق شركة جديدة في الإمارات تحمل اسم “إيثر” (Aether)، في خطوة تهدف إلى تسريع تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في دبي.
وجاء الإعلان، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في إطار ما وصفته الدولة بـ" تعزيز طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي"، حيث أوضح البيان أن "إيثر" ستعمل على تمكين المؤسسات من تحقيق التحوّل الرقمي الواسع، بالاستفادة من حلول ومنصات “بالانتير”.
وأشار إلى أن دبي القابضة بدأت منذ مطلع العام 2024 في تطبيق أنظمة الشركة ضمن عملياتها التشغيلية.
غير أن دخول “بالانتير” إلى السوق الإماراتي أثار موجة من الجدل الدولي، بالنظر إلى سجل الشركة في التعامل مع الوكالات الاستخباراتية والعسكرية، حيث سبق أن اتُهمت الشركة المذكروة في الولايات المتحدة وعدد من الدول بـ"تطوير تقنيات مراقبة تنتهك الخصوصية" و"التعاون مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية"
وتُعد “بالانتير” واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا المثيرة للجدل في العالم، إذ تأسست عام 2003 على يد الملياردير بيتر ثييل بدعم مباشر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وبرزت كمزوّد رئيسي لأنظمة تحليل البيانات للحكومة الأميركية، والجيش، وأجهزة الأمن.
وتشمل قائمة عملائها جهات حكومية إسرائيلية، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية تعتبر أن الشركة «توفر أدوات تقنية تُستخدم في المراقبة الواسعة وفي الصراعات المسلحة».
وفي أغسطس الماضي، فازت "بالانتير" بعقد ضخم مع الجيش الأميركي بقيمة 10 مليارات دولار لإدارة أنظمة البيانات العسكرية، بينما اتهمتها منظمة العفو الدولية (أمنستي) في تقرير لها باستخدام تقنيات ذكاء اصطناعي لتعقّب المهاجرين والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في الولايات المتحدة، إلى جانب شركة "بابيل ستريت".
ورغم هذه الانتقادات، تمضي الشركة في توسيع حضورها الدولي، إذ أعلنت عن تأسيس "إيثر" في دبي بالتعاون مع دبي القابضة، وهي أول كيان من نوعه لها في المنطقة.
وقال أميت كوشال، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي القابضة، إن الشراكة "تهدف إلى توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لدعم طموحات دبي الرقمية وتسريع التنويع الاقتصادي في الدولة".
ويأتي الإعلان بعد يوم واحد فقط من كشف مايكروسوفت عن خطط لزيادة استثماراتها في الإمارات إلى 15.2 مليار دولار بحلول عام 2029، معظمها في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، مؤكدة حصولها على ترخيص لاستيراد رقائق إلكترونية متطورة إلى الدولة الخليجية.
ويعكس توسع الشركات الأميركية في سوق التكنولوجيا الإماراتية سباقاً إقليمياً ودولياً على النفوذ في مجال الذكاء الاصطناعي، في وقت تلاحق فيه “بالانتير” اتهامات متزايدة بتورطها في برامج مراقبة لصالح أجهزة استخباراتية، بينها الإسرائيلية، ما يثير تساؤلات حول تداعيات شراكاتها في المنطقة من زاوية الشفافية وحماية البيانات.