في خطوة توصف بأنها تتجاوز الطابع الاقتصادي، تمضي أبوظبي وتشاد نحو إبرام اتفاقية تجارة ثنائية قبل نهاية عام 2025، وفق ما أعلنه وزير التجارة الخارجية ثاني الزيودي خلال "منتدى الإمارات – تشاد للاستثمار والتجارة" المنعقد في أبوظبي.
الزيودي قال إن البلدين يبنيان على “علاقة ثنائية قوية”، مشيرًا إلى التوقيع على أكثر من 18 اتفاقية بين الجانبين، وارتفاع حجم التبادل التجاري غير النفطي إلى 1.9 مليار دولار العام الماضي، بنمو تجاوز 30%.
غير أن توقيت هذه الاتفاقيات يثير تساؤلات حادة في ضوء التقارير الأممية التي تتهم أبوظبي بنقل أسلحة سرًّا إلى قوات الدعم السريع السودانية عبر الأراضي التشادية، وهي اتهامات نفتها الإمارات مرارًا.
وخلال الأسابيع الماضية، استولت قوات الدعم السريع المدعومة من أبوظبي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في غرب البلاد، بعد حصار دامٍ أسفر عن مئات القتلى. وأظهرت صور الأقمار الصناعية شوارع مغطاة بالدماء، فيما حذرت منظمات حقوقية من مجازر عرقية محتملة.
وفي خضم هذه التطورات، كشف تقرير سري من الأمم المتحدة عن "نمط ثابت من رحلات الشحن" لطائرات إليوشن إيل-76 من مطارات إماراتية إلى مطار أمجراس في تشاد، حيث يُعتقد أنها تُستخدم كجسر لوجستي لنقل الأسلحة إلى السودان.
وأشار التقرير إلى أن الطائرات كانت تختفي من الرادارات في أجزاء حاسمة من الرحلات، في ما وصفه الخبراء بأنه "سلوك متعمد لتجنب الرصد".
ويعتقد مراقبون أن تنامي الشراكة الاقتصادية بين أبوظبي ونجامينا قد يكون انعكاسًا لدور تشاد في تسهيل الإمدادات اللوجستية والعسكرية لقوات الدعم السريع، لا سيما أن الطائرات الإماراتية استخدمت الأجواء والمطارات التشادية كنقطة عبور رئيسية.
بذلك، يرى محللون أن اتفاقية التجارة المرتقبة قد تمثل شكلاً من أشكال المكافأة السياسية لتشاد، أو على الأقل تثبيتًا لتحالف الضرورة القائم بين البلدين في مواجهة المتغيرات الإقليمية في السودان ومنطقة الساحل.
لكن أبوظبي، من جهتها، تنفي أي صلة بأنشطتها الاقتصادية بدعم أطراف الصراع في السودان، مؤكدة أن هدفها هو "تعزيز التنمية والاستقرار في إفريقيا".
ومع ذلك، يظل السؤال مفتوحًا: هل هي شراكة اقتصادية بريئة بين بلدين ناميين... أم تحالف خفيّ تُدار من خلاله واحدة من أعقد الحروب بالوكالة في المنطقة؟
اقرأ أيضاً:
"نيويورك تايمز": أبوظبي تتستر بالعمل الإغاثي في السودان لتهريب الأسلحة والطائرات المسيرة
الكشف عن عشرات الرحلات من أبوظبي لنقل أسلحة لقوات "الدعم السريع" عبر تشاد