جددت الإمارات اتهامها للفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بإفشال المبادرات الرامية إلى وقف الحرب الدائرة في السودان.
وجددت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، مطالبة أبوظبي بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء النزاع الأهلي، مشيدةً بالتحركات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعياً لمعالجة الأزمة السودانية.
وأكدت الهاشمي في تصريح نقلته وزارة الخارجية الإماراتية أن البرهان يعارض مجدداً الجهود الدولية لتحقيق السلام، مشيرةً إلى أنه أظهر “نهجاً معطِّلاً” من خلال رفضه خطة السلام الأمريكية وتكراره رفض وقف إطلاق النار، وهو ما قالت إنه يفاقم معاناة المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر للحرب.
وأضافت أن الأمم المتحدة تعتبر ما يجري في السودان إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، إذ يتم استغلال وصول المساعدات كورقة ضغط ويُترك المدنيون فريسة للجوع المتعمّد.
وأعربت الوزيرة عن قلق الإمارات من سلوك طرفي الصراع، مؤكدةً أن التصعيد العسكري المستمر وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية يدفعان البلاد إلى حافة الانهيار. وأعادت التأكيد على موقف أبوظبي الداعي إلى وقف شامل وفوري للأعمال القتالية.
كما رحبت الإمارات بجهود الرئيس الأمريكي لمنع تفكك السودان وانزلاقه نحو التطرف، وللحد من تدهور الكارثة الإنسانية، معتبرةً أن التعاون الإقليمي والدولي ضرورة لوقف الانتهاكات بحق المدنيين.
وختمت الهاشمي بتأكيد أن إعادة بناء مسار سياسي موثوق هو السبيل نحو سودان آمن وموحد وقادر على النهوض.
وكان البرهان قد أعلن يوم الأحد رفضه لمقترح اللجنة الرباعية الخاص بوقف الحرب، واصفاً إياه بأنه “أسوأ وثيقة” تُطرح، ومعتبراً أن عضوية الإمارات في اللجنة تفقدها الحياد.
ويأتي ذلك في ظل إعلان ترامب، الأربعاء الماضي، عزمه على الدخول في ملف الأزمة السودانية استجابةً لطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعاً بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة خلافات حول المرحلة الانتقالية، ما أدى إلى تفاقم واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية عالمياً، مع مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.