تداولت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية في الضفة الغربية، أمس الخميس، مشاهد صادمة تُظهر جنودا من جيش الاحتلال وهم يطلقون الرصاص مباشرة على شابين أمام أحد المنازل في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وتُظهر اللقطات قيام الجنود بإطلاق النار على الشابين من مسافة قريبة، من دون أن يشكّلا أي تهديد.
وأثارت المشاهد موجة غضب واسعة، وسط مطالبات بفتح تحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين عن عملية الإعدام الميداني.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها بـ”استشهاد الشابين المنتصر بالله محمود قاسم عبد الله (26 عاماً) ويوسف علي يوسف عصاعصة (37 عاماً) برصاص الاحتلال في منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين، واحتجاز جثمانيهما”.
وأوضح محافظ جنين كمال أبو الرّب أن الجيش “لم يسمح لأحد بالاقتراب من المكان، ومنع سيارات الإسعاف من نقل الشابين”. وأضاف: “الشابين رفعا أيديهما للجيش الذي أطلق النار عليهما”.
وأشار محافظ جنين إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ الارتباط الفلسطيني، الجهة الرسمية للتواصل مع الجانب الإسرائيلي، قبل يومين، أنه سيبدأ الخميس بعملية هدم 23 بناية في مخيم جنين، 12 منها بشكل كلي و11 بشكل جزئي، بدعوى توسعة شوارع المخيم.
وأضاف أن “جيش الاحتلال استنفد أهدافه في العدوان المستمر على المخيم منذ 21 يناير الماضي، وما يجري اليوم هو مجرد تريب وتدمير للمخيم ومنع الفلسطينيين من العودة إليه”.
من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنه يجري “تحقيقا ميدانيا” في ظروف الحادث و”سيتم تحويله لفحص الجهات المختصة”. وادعى الجيش أن “قوات حرس الحدود وجيش الدفاع نفذت عملية لاعتقال مطلوبين نفذوا اعتداءات إرهابية، منها إلقاء عبوات ناسفة وإطلاق نار نحو قوات الأمن”.
وأضاف البيان أن “القوات دخلت المنطقة وطوقت المبنى الذي تواجد فيه الشابان، وطبقت إجراءات تهدف لاستسلامهما استمرت عدة ساعات، وعند خروجهما من المبنى تم إطلاق النار نحوهما”.
وتأتي هذه الحادثة بالتزامن مع اعتداء إسرائيلي واسع بدأ جيش الاحتلال بشنه الأربعاء في شمالي الضفة الغربية المحتلة، خصوصًا في محافظتي جنين وطوباس.
وأبدى وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير “دعما كاملا” للجنود الذين أعدموا الفلسطينيَين.
وقال عبر حسابه على منصة إكس “لمقاتلي حرس الحدود ولمقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي الذين أطلقوا النار على إرهابيَين مطلوبَين خرجا من مبنى في جنين، أمنح دعمي الكامل”.
وأضاف بن غفير “لقد تصرف المقاتلون تمامًا كما هو متوقع منهم، الإرهابيون يجب أن يموتوا”.
من جهتها، أكدت الخارجية الفلسطينية أن الجريمة تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، ووصفتها بأنها استمرار لسياسة إسرائيلية ممنهجة للقتل خارج القانون.
وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك لوقف العنف ومحاسبة قادة الاحتلال، مؤكدة مواصلة جهودها القانونية والدبلوماسية لفضح هذه الجرائم وحماية الحقوق الفلسطينية.