أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

الأمية المهنية: داء يهدد الإعلام

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 16-11-2014

نظراً للتهافت على الوصول إلى وظائف في وسائل الإعلام المختلفة، ولأن كثيرين يستسهلون العمل الإعلامي، فإن بوادر أمية إعلامية بدأت تظهر في السماء العربية، سواء في الفضائيات أم في الصحافة. هذا ناهيك عن محطات الـ"أف أم"، ووسائل التواصل الاجتماعي.

ولقد لاحظنا ملامح هذه الأمية في عدة مواقف، منها:

- الزجّ بشباب غَضّ في وسائل الإعلام، دون أن يتلقوا التدريب الكافي، سواء أمام الكاميرا أو أمام المايكروفون، فظهروا بصورة مشوهة لشخصياتهم وللمهنة الإعلامية الراقية، ولا يجوز أن نضع «شماعة» لنبرر هذا الاتجاه في بعض وسائل الإعلام العربية، متنكبين إعداد المذيع والمُعد إعداداً مهنياً يساعدهما في أداء وظيفتهما على نحو مهني. ولكم شاهدنا مذيعات ومذيعين يتصبَّبون عرقاً أمام الكاميرا، ويتلقون الكلمات عبر سماعة الأذن من المُعد، كونهم لا يملكون اللغة العربية السليمة للتعليق على الحدث! وهنالك اتجاه واضح لتجاهل اللغة العربية رغم أنه لا يجوز قبول "القائم بالاتصال" ما لم يتمكن من اللغة العربية السليمة. وقد ساهم هذا الاتجاه في تزايد المحطات الناطقة باللهجات المحلية، والتي لا تؤسس لمذيع ناجح، ولو بقي ثلاثين عاماً وراء المايكروفون أو أمام الكاميرا، لأن التاريخ والموروث ولغة السياسية والأدب هي العربية، ومهما حاول المذيعون الشباب الإفلات من تعلم اللغة العربية، فإنهم سوف يحتاجونها في عملهم، إذا أرادوا أن يتطوروا ويخرجوا من دائرة اللهجة الشعبية المحدودة، خصوصاً وأن محطات الـ"أف أم" والفضائيات تنقل عبر الأقمار الصناعية ولجمهور أوسع لا يفهم اللهجة المحلية ولابد أن يأتي اليوم الذي يتغيّر فيه هذا النهج.

- الخروج الواضح على تقاليد المهنة، كأن نشاهد مقابلة تلفزيونية سياسية، ونرى الضيف وهو يتحدث باتجاه خارج الكادر، أي أن اللقطة تبرزه وهو يوجه حديثه نحو الطرف اليمين أو الشمال من الشاشة، وهذا خطأ في الإخراج يعرفه أهل الإعلام، لكن لأن التوظيف المتسرع، وعدم وجود من يتابع مثل هذه الهنات، يجعل انتشارها مستمراً، ويكون هذا الاستثناء (الخروج على تقاليد المهنة) أساساً ومرتكزاً، لاسيما في ظل تقاعد أو رفض المؤهلين في الإعلام. كما أن نقل المؤتمرات السياسية، مثل اجتماعات القمم، يحتاج مخرجين لهم إلمام بالسياسة ومعرفة برؤساء الدول ووزراء الخارجية، حتى لا يبدو المخرج كأنه "الأطرش في الزفة".

- ومن ملامح الأمية الإعلامية خروج بعض الصحفيين على تقاليد المهنة، إما لمصلحة شخصية، أو لغرض كيدي ضد أحدهم، كأن يضع عنواناً لتحقيق لا يستمده من كلام الضيوف، بل يخلق له عنواناً "مثيراً" لم يأت ضمن أحاديث المشاركين في التحقيق! وهذه مخالفة لآداب وأخلاق مهنة الصحافة!

-كما ابتُليت المنطقة بـ"أنصاف الصحافيين"، ممن لم يدرسوا الفنون الصحفية، لكنهم أصبحوا "يقتاتون" على الصحافة، دون أن يُلموا بأساسياتها، وبعضهم يقوم بـ"التأريخ" للاتجاهات السياسية والفكرية والثقافية لدول الخليج، بل "يخلعون" ألقاباً على "أصدقائهم" دون وجه حق؛ مثل "الإعلامية القديرة"، وهي ليست إعلامية وليست قديرة أيضاً! أو "الروائي الكبير"، وهو لم يكتب رواية في الأصل!

- ومن ملامح الخروج على مهنة الصحافة استثمار علاقات مع بعض المؤسسات ورموزها، بقصد الفائدة الشخصية، والقيام بعمليات "التلميع" خلافاً لأصول التغطية الإخبارية، وبالترويج لشخصيات أو وقائع غير مستحقة، فيما يتم إهمال شخصيات أو فعاليات ذات تأثير في المشهد الاجتماعي والثقافي والفني. وهذا اتجاه ابتُلي به الإعلام عندما كان يوجد "أنصاف صحافيين"، حاولوا بث "الكراهية" داخل الوسط الصحفي.

- وتتضح الأمية الإعلامية في تزوير التاريخ والقفز على الأحداث، إذ لا يجوز لصحافي وافد لم تمر ثلاثة أعوام على وجوده في البلاد، أن يتحدث عن التاريخ السياسي أو الاجتماعي أو الإبداعي لأي بلد!

إن الأمية الإعلامية مشكلة كبرى في الإعلام العربي عامة والإعلام الخليجي خاصة، ويتعين عقد ندوة متخصصة لمعالجة هذا الداء، لأن الحكومات ليس لديها الوقت لذلك، كما أن أغلب الصحف تدافع عن منتسبيها، حتى لو حدث خطأ أو عدة أخطاء، كما توجد ثقافة عدم الاعتراف بالخطأ، والتردد في مواجهة الموقف الخطأ! لذلك لابد من معالجة الأمية الإعلامية من أساسها، وأسباب انتشارها.