أحدث الأخبار
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد

شهداء مصر ... «قضاء وقدر»

الكـاتب : ياسر الصالح
تاريخ الخبر: 04-12-2014

تمت تبرئة حسني مبارك وكل طاقمه الأمني من دماء المصريين الذين خرجوا عليه فتم قتلهم في ميادين التظاهرات والاعتصامات وفي الشوارع أثناء التظاهر، عملية قتلهم كانت متزامنة مع اعتقال زملاء لهم من المشاركين في التظاهرات والاعتصامات نفسها، وقد حدث كل هذا وحسني مبارك هو الحاكم وطاقمه الأمني على رأس عملهم..

الشعب المتظاهر في الشوارع كان في ذلك الوقت متأكدا بأن من يقوم بقتله ويعتقله ويتصدى له هو أمن النظام، ولم يكن منطقيا الاعتقاد بأن الذي يتصدى لحفظ أمن رئيس يرفض التنحي عن الحكم غير الجهاز الأمني الموكل إليه حفظ النظام لهذا الرئيس وهو أمر بدهيّ، فلو كان الوضع غير ذلك لكان الرئيس قد اضطر للتنحي والتخلي عن الحكم ولخرج من البلد كما فعل بن علي في تونس.

لا توجد ثورة مهذبة في التاريخ البشري، ففي الثورات وبعد نجاحها يقوم الثوار بإعدام رجال النظام الذي ثاروا عليه وأسقطوه، وعادة ما تكون الأولوية في ذلك من نصيب رأس النظام والمحيطين به، ومن ثم يأتي دور رجال النظام في المستويات الأدنى فالأدنى في هرم النظام، وعادة ما تكون الأولوية في الإعدام والتنكيل لمن تقلد مناصب أمنية حيث إن أيديهم تكون الأكثر تلطخا بدماء الشعب وهم الأكثر مباشرة في التسبب بعذاباته وآلامه وذلك بسبب السجون والتعذيب والهتك والانتهاكات التي يسببونها، وقد يندرج في مستوى أولوية الرموز الأمنيين أو قريبا منها رموز الفساد الاقتصادي والمالي من المستغلين وسراق المال العام وثروات البلد والذين يكونون المتسببين في تهالك الدولة وتدني أو انعدام الخدمات فيها وفي فقر الشعب.

بعض الثورات قد تقف فيها عجلة الانتقام عند مستويات معينة في هرم أنصار النظام وأتباعه ولكن في ثورات كثيرة يكون الوضع أكثر صخبا ولا تقف عجلة الانتقام حتى تصفي كل مستويات النظام بل قد تكتسح بعض الأبرياء وتتم تصفيتهم على الشبهة والوشاية.

هذه سيرة الثورات في التاريخ البشري فليس هنالك ثورات مهذبة.. وما لا تنطبق عليه هذه السيرة لا يسمى ثورة..

في مصر، لم يكن هنالك مشهد ولو قريب من هذا الوصف، فقد تم اعتقال ومحاكمة رموز النظام في محاكم «مدنية» على أيدي قضاة من النظام، ويكفي هذا كمؤشر على أن ما جرى في مصر لا تنطبق عليه سيرة الثورات، ولذلك فليس مستغرباً بأن نرى المسيرة تعكس صورة معاكسة لصورة ثورة وهو ما يتسيد المشهد المصري الآن.. فحال المتظاهرين المعارضين بين مقتول أو في السجون.. وإذا لم يكن كذلك فهو بالتأكيد خارج السلطة الفعلية في نظام الحكم الجديد..

إذن لا غرابة بأن يصدر حكم المحكمة ببراءة رأس النظام والمحيطين به وجهازه الأمني والاقتصادي من جميع الجرائم التي ارتكبت إبان عهده من قتل وسفك دماء وهتك أعراض، ومن الفساد بجميع أنواعه.. وهذا يعني أن جميع الجرائم التي استمرت لمدة ثلاثة عقود قد تم تسجيلها ضد مجهول أو أنها قضاء وقدر..

نود أن نختم المقال بتصريح أدلت به شخصية مهمة في النظام السياسي وفي البرلمان الإسرائيلي وهو بنيامين بن اليعازر يهنئ فيه حسني مبارك على حكم البراءة الذي حصل عليه: «أشعر بالرضا لأن المحكمة في مصر وصلت لاستنتاج مفاده بأن مبارك عمل من أجل شعبه ووطنه، أنا تحديدا سعيد على المستوى الشخصي لأجل صديقي الذي مرّ بفترة ليست سهلة تعرض خلالها لتشويه اسمه وتاريخه ويستطيع الآن رفع رأسه بفخر»..