أحدث الأخبار
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" وتعزيز تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد
  • 11:16 . البرلمان الإسباني يُقرّ قانونا يحظر تصدير الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:13 . ترحيب دولي واسع باتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:11 . الكويت: الأمن الخليجي خط أحمر والتضامن درع موحد في مواجهة التهديدات... المزيد
  • 10:51 . "التعليم العالي" تطلق دليلاً لحوكمة التدريب العملي لطلبة الجامعات... المزيد
  • 10:47 . تحديث سياسة سلوك الطلبة في مدارس أبوظبي لتعزيز السلوك الإيجابي... المزيد
  • 03:28 . حماس والاحتلال يتفقان على إنهاء الحرب في غزة... المزيد

رسوم هنا.. وهناك

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

علي العمودي
تثير طريقة تقبلنا للرسوم المقررة في جهات خارجية، وتململنا منها من دوائر وجهات محلية العديد من التساؤلات لدى المرء.

 مناسبة الطرح ما أثاره أحد الأشخاص بعد عدم الموافقة على طلب استقدام كان قد تقدم به لدائرة الإقامة وشؤون الأجانب، وكان يطلب استعادة ما دفع من رسوم للجهة المعنية على غرار قيمة الضمان الصحي التي يقول إنها أعيدت له. ويطلب إلا تتم مطالبة المراجع بسداد الرسم المقرر إلا بعد صدور التأشيرة وقبل تسليمها له.

وقبل متابعتي لذلك الطرح، كنت عند مكتب تقديم طلبات التأشيرة لأحد الدول الأوروبية الكبرى في العاصمة أبوظبي، وكان أحد موظفي المكتب يبلغ مراجعا بأن عليه أعادة تقديم طلب التأشيرة له ولمرافقيه في مكتب آخر معني بسفارة الدولة الأوروبية التي سيمضون فيها فترة أطول، سحب وثائقه بدون أن يسأل عن الرسوم التي قيل له إنها غير مستردة، وكانت تقدر بنحو سبعة آلاف درهم. وفي المكتب الآخر سيدفع من جديد ذات الرسوم الكبيرة، وابتسامة عريضة ترتسم على محياه.

مشهدان يعبران عن التناقض داخل الكثيرين منا ممن الذين ينظرون للرسوم والقوانين إجمالا كأنما هي موضوعة لتعقيد شؤون وأمور حياتهم في الداخل، ولا تستوقفهم خارج الدولة على الرغم من أرتفاعها مقارنة بارتفاع تلك الرسوم هناك. وكذلك التعقيدات الإدارية في أغلب تلك الدول التي لم تسمع دوائرها ومؤسساتها بعد، بوجود اختراع يطلق عليه التطبيقات الذكية والحكومة الإلكترونية وغيرها من الوسائل، التي يستفيدون منها لإنجاز معاملاتهم، وفي كثير من الأحيان من دون أن يغادر المراجع مكانه.

هذا التناقض يمتد ليشمل حتى التصرفات، فتجد هؤلاء يقفون في طوابير لندن وباريس ونيويورك بالساعات بكل سعادة وسرور. ذات الشخص تراه هنا يغضب لأنه وقف لدقائق لا تزيد عن الخمس في طابور دفع رسم الفحص الفني لتجديد ملكية سيارته، أو في مركز خدمة العملاء لهيئة الهوية أو بلدية أبوظبي.

ذات مرة رافقت صديقاً لقسم الطوارئ بأحد مستشفيات لندن، واستغربت الوقت الطويل جداً الذي قضينا بانتظار التعامل مع حالته. وقد كان في القاعة بعض الخليجيين والعرب، ولم يكن لتسمع أي صوت مثل هذه الأصوات التي تقف كل دقيقتين فوق رأس موظف الاستقبال تحتج على انتظار لم يتعدَ بضع دقائق. نفس الأمر في غيره من المواقف وحالات التعامل يتعلق بشأن خدماتي أو ترفيهي يواجهنا خارج الدولة ومثيل له محلياً.

حالات التناقض هذه وأصحابها لا يدركون أو يستوعبون الدورة الطويلة من المناقشات والإجراءات، التي تمر بها اعتماد رسوم الخدمات الحكومية، بخلاف ما يجري في الشركات الخاصة، حيث تتقرر الأمور بصورة أسرع وتراعي مصالح أصحابها في المقام الأول، بينما الرسم الحكومي يضيف ليعزز تحسين الخدمات، وعوائده تستثمر في ذات الموقع لما فيه الصالح العام.

أما في قضية الانتظار والطوابير، فهي مسألة ثقافة وسلوك يتعود عليها المرء، وتعكس في المقام الأول درجة أحترامه للقانون، وللآخرين، فالذي يصر على تجاوز الصفوف والواقفين أمامه لا يحمل أي قدر من الاحترام، ولأمثالهم وجد القانون لعلاجهم من عقد التناقض داخلهم.