أحدث الأخبار
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد

القرضاوي والإنتربول

الكـاتب : عبد العزيز صباح الفضلي
تاريخ الخبر: 12-12-2014

نُشر تقرير لشرطة «الإنتربول» الدولية جاء فيه «أن القرضاوي الذي يحمل الجنسية المصرية والقطرية، مطلوب من قبل السلطات المصرية لقضاء عقوبة بتهم التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة، ومن يملك أي معلومات عن القرضاوي أن يراجع مركز الشرطة المحلية في منطقته».

هذا التقرير من الإنتربول أثار السخرية والغضب في آن واحد لدى الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية بل والشرفاء في العالم.

فالعلامة القرضاوي والذي سَخِرَ بنفسه من هذا التقرير ودافع عن نفسه تجاه هذه التهمة قائلا:«هؤلاء الذين يتحدثون عن الإنتربول وسواه، أقول لهم إنني لا أعرف بأي مقياس يقيس الإنتربول! هل كل من يقول إن فلانا عمل شيئا ما يُصَدّق؟ كيف أكون قد فتحت السجون وأنا أعيش في قطر ومعي جواز سفر قطري لا أتحرك إلا به، فهل خرجت من قطر في هذه الفترة؟ هل ذهبت إلى مصر في هذه الفترة أم أنني طرت في السماء؟».

ومما قاله فضيلة العلامة القرضاوي «أنا عمري 88 عاما وعندي أمراض ولا يمكنني السفر إلا بمرافق أو مرافقين بسبب ظروفي الصحية، وأنا حتى لا أعرف هذا السجن المسمى النطرون، وأعجب ممن يُصدّقون هذا الكلام ويقبلونه، وعليهم مراجعة أنفسهم».

ونحن بالفعل نتعجب من هذا القرار فهل القرضاوي المعروف بوسطيته واعتداله، والمشهور بمساعيه الحثيثة للتقارب بين المذاهب، والمعروف بمشاركته الفاعلة في العديد من الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات حول إفشاء السلام، والتعايش بين المسلمين وجيرانهم، والقرضاوي الذي يُتّهم من قبل بعض الإسلاميين- حسب نظرتهم - بتساهله في موضوع الولاء والبراء وبتساهله في الأحكام الشرعية، يوضع على قوائم المطلوبين في الانتربول؟!

ونحن نتساءل أيّهم أولى بأن يوضع على قوائم المطلوبين لانتهاكه مبادىء الإنسانية ولارتكابه جرائم حرب هل القرضاوي أم قادة الكيان الصهيوني الذين سفكوا دماء الأبرياء في غزة وقصفوا المدارس والمستشفيات ودور رعاية المعاقين؟!

أين هم من المجرم بشار الذي انتهك كل قيم الإنسانية خلال السنوات الماضية من أجل إخماد الثورة واستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، وأمام مرأى العالم، فلماذا لم يطلب أو يقدم للمحاكمة؟!

وأين هم من المالكي وجرائمه ضد السنة في العراق، وقد أثبتت تقارير عدة انتهاكه لكرامة الإنسانية؟.

ونحن نتساءل هل المطالبة بالقبض على العلامة القرضاوي لأنه من أشهر العلماء الذين وقفوا ضد الكيان الصهيوني وطالبوا برحيله عن القدس وفلسطين وشجعوا الجهاد في مواجهته؟، أم يحاكم لأنه وقف في وجه الظالمين والقتلة وانتقد جرائمهم وطالب بمحاسبتهم؟

إن إدراج اسم الشيخ القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - على قوائم المطلوبين في الانتربول هو إهانة لآلاف العلماء الذين ينتسبون لهذا الاتحاد، وهو طعن في القائمين عليه.

إن مثل هذه القرارات هي التي تشجع التطرف وتتسبب في انتشاره، خاصة عندما يرى المسلمون أن من يُعرَف باعتداله وتوسطه يُتهم بالعنف والإرهاب، فيصبح في يقينهم أنه لن يرضى عنهم أعداء الأمة إلا إذا طبقوا الإسلام المائع والوديع الذي تحدثت عنه في مقالتي السابقة، وهو ما يرفضونه قطعيا.

الشيخ القرضاوي حفظه الله قارب التسعين من عمره، وقد قضى حياته في خدمة الإسلام، عالما ومتعلما وداعية ومجاهدا وأديبا، ولن يحرك قرار الانتربول شعرة في رأسه، لكن الواجب على المسلمين قادة وشعوبا، مؤسسات وأفرادا التحرك ضد القرار لأنه في اعتقادي إساءة في حقهم - إن سكتوا عليه - قبل أن يكون إساءة للشيخ نفسه.