أحدث الأخبار
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد

سوق افتراس الصغار

الكـاتب : علي القاسمي
تاريخ الخبر: 18-12-2014


أختصر ما يمكن أن يقال عن سوق الأسهم السعودية في أنها سوق على هيئة «لعبة»، هذه اللعبة لا يتقنها إلا الكبار، ولم يتعلم منها الصغار على رغم الأحجار التي وقعت على رؤوسهم، سوقنا تنتكس فجأة وترتفع فجأة، ومؤشرها الأخضر الخادع يمكنه مثل حية سامة أن يغير جلده إلى الأحمر في بضع دقائق، لأن ثمة رؤوساً مستترة تلعب بهدوء ولا يهمها ما إذا كان الضحايا على هيئة مجموعات أو أفراد، لأن قانون لعبة السوق الرئيس «أنا أكسب... إذاً علي أن أمضي ولا يهم كيف؟ ولماذا؟

من بركات الرب أني لم أصافح هذه السوق مطلقاً على رغم المغريات التي غناها لي مزيج من الأصدقاء المطحونين والبائسين، ومحاولات الإغراء بين وقت ووقت بتأثير مكاسب تستنزف الوقت والعقل والضمير، لتعود في يوم أسود لتُصْرَم في غضون بضعة أيام ومن دون مقدمات ولأسباب مجهولة مع تقديري لمحللي الأسهم الذين أصبحوا لدينا أكثر من الشعراء الشعبيين.

طبعاً هيئة السوق المالية تبلّغ عشاق سوق الأسهم السلام، وتريد أن تؤكد أن قلبها معهم وأن الهبوط الحاد خارج عن إرادتها، ولذا فهي تأسف لهذا العطل الخارج عن الإرادة، وتعدهم بأن تعيد المؤشر إلى الأعلى، لكنها الآن مشغولة في خدمة عميل آخر، وأنا هنا أتحدث عنها بالنيابة، كونها الآن تفكر في أن تستيقظ ولو شكلياً.

هيئتنا - وللأسف - بلا صوت حتى تاريخه، وأعي تماماً أن الصوت الذي ننتظره منها لن يتمكن من احتواء الموقف وتقديم التبرير العقلاني للعبة السوق المضحكة، طمأنة الناس والمستثمرين في هذه السوق المزاجية ليست بالفعل السهل، ولذا فقد يكون صمت الهيئة مقدماً في ظل هذه الظروف وآمناً من حضور هزيل وسوقاً لمبررات لا يبلعها طالب مرحلة ابتدائية.

لا أكتب بوصفي اقتصادياً، ولا محباً للاقتصاد، ولا مهووساً بسوق مختلة إن أغرتك اليوم بمكسب زهيد أغرقتك في الغد بخسائر ليست في الحسبان ولا الحسابات العجولة الخجولة، أكتب لأن الخسائر أحرقت قلوباً كانت ولا تزال تظن بأن سوقها مقروءة ومفهومة لا معتمدة على التوصيات الفوضوية والحظوظ ومزاج الكبار في اختيار توقيت العبث بصغار الموجودين أمام المؤشرات، المستثمرون ضاق صبرهم، لكن ذاكرتهم ستسجل بدقة، يسجلون أيام الأسبوع السوداء لهذه السوق، وسيتابعون بمرارة النزف المالي المضحك والمدهش في الوقت ذاته.

السوق السعودية للأسهم تعجز الخبراء الاقتصاديين وتضع المحللين المثرثرين الدائمين عن السوق وفي السوق أمام توهان وشد فكري لا مثيل له، ما يمكنهم الحديث عنه هو التذكير المخجل بكارثة شباط (فبراير) 2006 وما خلفته من ضحايا نفسيين وعقليين وخسائر مالية، التذكير فقط هو أقصى ما يمكنهم فعله، أما شرح الوضع الحالي فيستعصي عليهم، لأن السوق لا تصنع الصدق مطلقاً ولا يثق بها إلا واهم، ويا ألمي أن ضحاياه ما يزالون من فئة المغلوبين على أمرهم والمغامرين عن حسن نية، سوق الأسهم جحر خطر لدغ منه المواطن السعودي مراراً ليكون كأسوأ المؤمنين، ولا أدل على ذلك من أيامها السوداء الحالية لنعود إلى الحل الشعبي الساخر «الشردة نص الرُجْلَة»، على أن يرزق الله ضحايا السوق بهيئة سوق مالية تتنازل عن خجلها وترتب حبالها الصوتية لمواجهة الحدث والمتضررين منه، وذاك بالشعبي أيضاً «مَرجلة» في حد ذاتها.