تدفق ملايين الزوار على كربلاء العراق لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، الذي صادف يوم 13 ديسمبر، وشهدت المداخل الحدودية بين العراق وإيران تدفقاً كبيراً للحجيج الإيرانيين، إذ تدفق أكثر من مليون زائر إيراني، وأكد رئيس شرطة الهجرة والجوازات الإيرانية أن "أكثر من 1.2 مليون زائر إيراني دخل العراق عبر المنافذ البرية والجوية والبحري". وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لآلاف الإيرانيين عند بوابات الحدود العراقية الإيرانية، وهم يحطمون البوابات ويتخطونها من دون تسجيل الدخول حسب الإجراءات المتبعة. كما حمل بعضهم لافتات كتب عليها"يا حسين" و"يا لثارات الحسين"، بينما رفع آخرون لافتات كُتب عليها "معاً نسحق الإرهاب" بما يشبه الاجتياح المدني. وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد ألغى رسوم تأشيرة زيارة الإيرانيين فقط بعد زيارته إلى قم وطهران، كما خصصت وزارة النقل أربعة قطارات لنقل الزوار الإيرانيين من البصرة إلى كربلاء. وقامت إيران بإعداد خطة أمنية لتأمين زيارة ملايين الشيعة من إيران للعراق، كما نشرت قوات عسكرية عبر الحدود، ونفذت مقاتلاتها طلعات جوية على طول الشريط الحدودي مع العراق، فضلاً عن نشر قوة عسكرية من "الباسيج" و"الحرس الثوري" لحماية ملايين الزوار في كربلاء والنجف. كما أحيا عدد من المسؤولين الحكوميين الإيرانيين هذه المناسبة في كربلاء. وقال وزير الخارجية الإيراني عن دخول مليون زائر إلى العراق للمشاركة في الأربعينية إن "مراسم الزيارة هذا العام هي رمز الانسجام والوحدة بين البلدين".
لقد تحدثت بعض وسائل الإعلام العراقية عن إصدار المرشد الإيراني الأعلى فتوى "بوجوب نفير الشيعة في إيران إلى كربلاء لأداء الزيارة الأربعينية في ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام". وأشارت المصادر إلى أن الفتوى جاءت بتوصية من مجلس الأمن القومي الإيراني من أجل توفير الغطاء اللازم لضخ أكبر عدد من المتطوعين للقتال مع "الباسيج" و"الحرس الثوري" الإيراني. وذلك للمساعدة في صد هجمات "داعش" وحماية العاصمة بغداد والمساعدة في تحرير المناطق التي احتلها التنظيم، وبالتالي تكثيف التواجد العسكري والأمني، حيث تقر الحكومة العراقية بالتواجد العسكري والأمني الإيراني، حيث يسيطر الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" الإيراني على كل الميليشيات العسكرية الشيعية الناشطة في العراق وتضم "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" بالإضافة إلى "أتباع مقتدى الصدر"، وتتلقى بعض هذه التنظيمات تدريباً وتمويلاً وتسليحاً إيرانياً مباشراً. فطهران وبعد نفي مستمر أقرت بأنها أرسلت مستشارين لمساعدة بغداد في حربها ضد الإرهابيين، وقد اعترفت طهران مؤخراً بشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم "داعش" في العراق بمباركة الحكومة العراقية.
يثير النفوذ الإيراني المتصاعد في العراق قلق الدول الخليجية والعربية، ويشكل تدفق الحشود الإيرانية التي تصل إلى ملايين لزيارة العتبات المقدسة في العراق هاجساً لجهة تغيير التركيبة الديمغرافية للمناطق العراقية لفرض الوجود الإيراني والسيطرة الديمغرافية على الجنوب العراقي، وتدرك الدول الخليجية مدى الهيمنة الإيرانية على القرارين السياسي والعسكري في العراق.
حقيقة لأول مرة في التاريخ الحديث تُنتهك سيادة دولة بهذه الطريقة، ويتم تغيير التركيبة الديمغرافية لمناطق حدودية بهذا الشكل.