يودع العالم بعد أيام العام 2014 ويستقبل عاماً جديداً ملئه التفاؤل والبهجة والسرور. هكذا جرت العادة في العالم المعاصر مهما كانت التوقعات والظروف ومهما دخل العالم في حروب وواجه من صراعات.
وعلى الرغم من التوقعات بعام ليس بالسهل سياسياً نتيجة للمتغيرات العالمية وليس من السهل اقتصادياً نتيجة للتذبذبات الحادة في أسعار النفط وأسواق الأسهم إلا أن عام 2015 بالنسبة للإمارات سوف يكون بلا شك عاماً حافلاً بالإنجازات والتحديدات، وكما جاء في حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «حافلاً بالفرص».
الإمارات دوماً وكما عودتنا تبث نغمة أمل وتفاؤل وتصر على قهر المستحيل والتطلع نحو الأفضل مهما كانت الظروف والتحديات ومهما غطت السماء من سحب سوداء وكثيفة.
وعلى الرغم من نغمة التفاؤل إلا أن كلاً منا يحلم ويتمنى من العام الجديد أن يكون مختلفاً ويحمل له الجديد على الصعيدين الشخصي والمجتمعي؟ فبماذا يحلم المواطن الإماراتي؟ ماذا يحلم المثقف والنخبوي ؟ ماذا يحلم المقيم الذي اعتبر الإمارات وطنه الثاني وعاش في كنفها وتحت ظلها وتمتع بخيرها؟ ما هي تمنيات كل منهم ؟ ما هي الأمنيات التي يحلم كل من هؤلاء بتحقيقها أو رؤيتها على أرض الواقع ؟
لا شك أنه في قلب وعقل كل من هؤلاء أمنية يود أن تترجم إلى واقع؟ كمواطنين نتقاسم لقمة العيش في هذا العالم نتمنى في عام 2015 أن يكون عاماً خالياً من كل أشكال التطرف والعنف والتعصب وأن تحتفظ دولتنا برصيدها المتميز في مجال الأمن والأمان في ظل قيادة من أهم أولوياتها تحقيق الاستقرار.
نتمنى للإمارات أن تصل إلى معدل صفر وفيات على الطرقات، تلك الوفيات التي تستنزف العديد من الأرواح البشرية وتخطف منا شباباً في مقتبل العمر.
نتمنى للإمارات أن تحافظ على رصيدها المتألق في مجال التنمية المستدامة وأن تحافظ على صدارتها المتميزة في العديد من المجالات التنموية. نتمنى لدولة الإمارات أن يواكب التخطيط الحضري التطلعات الحضارية للمجتمع وأن نستطيع تلافي العديد من المشاكل المتعلقة بالتركيبة السكانية وازدحام طرقنا وغيرها من القضايا المتعلقة بأوجه التنمية.
نتمنى مجتمعاً خالياً من كل أشكال نبذ الآخر لأنها من رواسب التخلف التي تؤثر في المسار الصحيح الذي سار عليه مجتمعنا منذ بداية تكوينه وحتى قيام الدولة القومية وبروز الدولة الحديثة وتبلور الفكر الوحدوي. نتمنى من دولتنا أن تستطيع الحفاظ على معدلات التضخم وبالتالي كبح جماح الغلاء الذي يستنزف مدخرات الموظف الصغير والعامل البسيط والمواطن العادي.
نتمنى من دولتنا أن تجعل من نظامنا التعليمي الحكومي نظاماً قادراً على المنافسة في سوق العمل وبالتالي القدرة على إنتاج تعليم معرفي قادر على إنتاج عمالة مدربة ماهرة. نتمنى من دولتنا أن تحافظ على مستوى التطور والنمو في المنشآت الصحية والمستشفيات الحكومية لأن التعليم والصحة من أهم واجبات الدولة تجاه المواطن.
نتمنى من الدولة أن تحافظ على مستوى الخدمات الاجتماعية التي تلمس حياة المواطن البسيط السبيل إلى تحسين جودة الحياة وإسعاد الناس. نتمنى أن تستطيع كل الطبقات الاجتماعية أن تعيش جنباً إلى جنب دون منغصات أو قضايا تكدر صفو تلك الحياة.
نتمنى من دولتنا المزيد من الممارسات الخضراء التي تؤدي إلى الحفاظ على البيئة لحماية أجيال المستقبل من خطر التلوث، كما نتمنى المزيد من الإجراءات التي تحافظ وتقنن الطاقة وتحميها من الهدر والتسرب ضماناً لمستقبل أبنائنا. فهل نطمع في تحويل جميع تلك التمنيات إلى واقع ؟
واقع الحال يقول بأن جزءاً كبيراً مما حلمنا ونحلم به هو من ضمن استراتيجيات الحكومة للمرحلة المقبلة. ما تحقق حتى الآن يعد كبيراً والقادم في الطريق إلينا اكبر. كل ذلك بفضل قيادة حرصت وتحرص دوماً على العمل الدؤوب المكثف.
ما رأيناه من وراء كواليس اجتماعات مجلس الوزراء يؤكد لنا أن القيادة السياسية برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حريصة على أن يحظى المواطن والمقيم على أرض هذه الدولة بكل أشكال الرعاية والعناية حتى يصل إلى درجة الرضا عن مستوى الخدمات المقدمة.
وعلى الرغم من أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إلا أن الإمارات حققت في الفترة الماضية في مستوى رضا العملاء رصيداً متميزاً يضاف إلى إنجازاتها المستمرة. ويحق لنا نحن في الإمارات كمواطنين ومقيمين أن نتطلع بتفاؤل وفخر للعام الجديد لأننا نعيش في كنف دولة حريصة على أن يشمل خير منجزها كل من سكن أرضها.