أحدث الأخبار
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد
  • 05:12 . الجيش الأميركي يستبدل قاذفات بالمحيط الهندي بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 04:54 . ليبيا.. الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحة... المزيد
  • 04:43 . أكاديميون يدعون لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مع ضوابط أخلاقية... المزيد
  • 04:42 . الرئيس الأمريكي يصل إلى السعودية في مستهل جولة إقليمية... المزيد
  • 11:24 . قطر تطرح مبادرة إقليمية شاملة حول حرب غزة وعقوبات سوريا والاتفاق النووي مع إيران... المزيد
  • 11:22 . الطيران المدني الدولي تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط طائرة الرحلة "إم إتش 17"... المزيد
  • 11:18 . البيت الأبيض يمنع صحفيين من مرافقة ترامب في رحلته إلى الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:17 . قبيل زيارة ترامب.. واشنطن توافق على بيع مروحيات عسكرية للإمارات بأكثر من مليار دولار... المزيد
  • 10:57 . العاهل السعودي يدعو رئيس الدولة لحضور قمة الرياض الخليجية الأمريكية... المزيد
  • 10:48 . عبدالله بن زايد ببحث مع نظيره الإيراني العلاقات الثنائية ومفاوضات نووي طهران... المزيد
  • 10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
  • 08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
  • 07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد

المناظرات بين العرب

الكـاتب : خالص جلبي
تاريخ الخبر: 31-12-2014

ما يحدث في بعض البرامج الحوارية، خاصة حين يعتبر البرنامج ناجحاً وحماسياً، أن البرنامج يكون أقرب للمناطحة منه إلى المناظرة، هدفها المراء وليس طلب الحق، أي أن كل خصم جاء إلى حلبة المصارعة والمناطحة رأساً لرأس، عفوا المناقشة وقد وطَّن النفس على تهشيم عظم أنف خصمه بالضربة القاضية!

المراء الذي نهى عنه الحديث هو اعتماد قهر الخصم في المناظرة بأي طريقة وثمن.

جاء في الحديث أن من ترك المراء وهو محق بنى الله له ربضاً في الجنة، في كل مرة أتابع هذا النوع من البرامج، أُصاب بشيء من الغم والحزن وانقباض الصدر.

أنا أتوقع من صاحب البرنامج أنه حريص أن يكون ساخناً في كل مرة ولآخر لحظة، ربما عليه أن يضع بعض الأسلحة غير القاتلة على الطاولة؛ فقد تنفع في تفريغ انحباس الصدر واحتقان الغيظ إلى الخارج.

ربما تنفع بعض الخوابيط، أو المنافض، أو قتالات الذباب! أنا متأكد أننا سنرى طيران الأسلحة في بعض الحلقات.

في إحدى المرات هدّد أحد الطرفين بقلع عيون خصمه، أما السباب، فيتكرر كعملة متبادلة، وتشتد المهاترات إلى درجة بح الصوت وانفجار الجو، فلا تسمع إلا هدير طيارات، أو قاذفات قنابل وصاحب البرنامج يحاول تهدئة الطرفين الذين أثارهما بأسئلته الفتاكة المحرضة، فيتعاركان ويتناقران بأشد من ديكة الصراع المكسيكية.

ربما يريد صاحب البرنامج نقل الصورة الحقيقية الخفية لتلافيف دماغ المثقف العربي؛ فمن يحضر إلى طاولة الملاكمة الفكرية هو مثقف، أو هكذا نزعم لنكتشف أن المثقف الحقيقي عملة نادرة.

المثقف الفعلي، هو الذي يعترف لخصمه بالحجة، ويرد عليه بهدوء بعد استيعاب حجته بكل احترام، فهل ما يتم على طاولة المناظرات في العالم العربي هو علم يرتفع به مستوى الجماهير في حركة تنويرية؟ أم المزيد من الكراهية والاصطفاف طالما كانت مباراة بين متلاكمين؟ ربما يصدق عليه الوصف، إنها مباراة في الملاكمة أسلحتها كما في المباريات ضربا باليمين، وتوجيه لكمة إلى الفك، وإنهاء الجولة بالضربة القاضية أحياناً بعد عشر جولات من فك الاشتباك! يمكن مراقبة الجولات العشر تماماً، حيث يهجم كل خصم على خصمه بأشنع الألفاظ وقبيح التهكم، والنيل منه أنه لا يفهم وأنه عميل وأنه جاسوس، كما صاح اللبناني في خصمه السوري مع احتدام الوطيس، في برنامج الاتجاه المشاكس؟ ولكن هل يخدم سيل الاتهامات الوعي وحركة التنوير في ظلمات العالم العربي؟ العجيب في اللقاءات أنها ليست من شباب صغار، بل رجال علاهم الشيب وتقوست ظهورهم ولمعت صلعاتهم.

في الإنجيل إذا كان النور الذي فيك ظلاما، فكم يكون الظلام؟ أذكر جيداً من تاريخنا حين دعا أحدهم الآخر إلى المناظرة؟ فقال على عشرة شروط: أن لا تغضب، ولا تعجب، ولا تشغب، ولا تجعل الدعوى دليلًا، ولا تأتي بآية على مذهبك إلا جوَّزت لي مثلها على مذهبي، وأن تنقاد للتعارف، وتؤثر التصادق، وأن يكون الحق غايتك، والرشد ضالتك.