أحدث الأخبار
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد

سباق المدن ورأس السنة!

الكـاتب : حسين شبكشي
تاريخ الخبر: 02-01-2015

تابعت بإعجاب كبير التغطية الإعلامية المحمومة والمتواصلة لاحتفالات أهم مدن العالم بدخول رأس السنة الميلادية الجديدة والتي كلها تعتمد على استعراضات هائلة فيها الألعاب النارية والعروض الموسيقية والزينة الكبرى وغير ذلك من عناصر الجذب السياحي والترفيهي اللافت جدا.
وتنتقل التغطية التلفزيونية المثيرة من أوكلاند في نيوزيلندا لتصل إلى سيدني بأستراليا كأولى المدن التي تبدأ الاحتفال، ثم تنتقل إلى مدن الشرق الآسيوي من طوكيو وتايبيه وسيول حتى تحط في دبي التي أصبحت تلقى الاهتمام العظيم بسبب براعة وتميز الاستعراض الاستثنائي الذي تخطط له الإمارة المتألقة طوال العام، ومن ثم تحط التغطية رحالها في القارة الأوروبية، فتأتي على باريس ولندن وغيرهما من المدن الأوروبية المميزة، فهناك فيينا وروما وبرلين ومدريد على سبيل المثال ومن ثم تصل التغطية لتحل في قارة أميركا الشمالية فنرى مشاهد الاحتفال في نيويورك ومونتريال وتورونتو وشيكاغو وصولا إلى لوس أنجليس وسان فرانسيسكو في الساحل الغربي من الولايات المتحدة.
كل هذه التغطية تظهر أن هناك «تواصلا وولاء» للمدن الكبرى أكثر من البلدان التي تنتمي إليها هذه المدن نفسها. فهناك على سبيل المثال سياحة باريس وسياحة فرنسا بمعنى أن هناك أرقاما ومؤشرات وإحصاءات ممكن حسابها لتباين الأثر السياحي على باريس وحدها مقارنة مع سائر فرنسا نفسها، تماما كما يمكن فعل نفس الشيء بالنسبة للاقتصاد في لندن العاصمة البريطانية العريقة مقارنة مع اقتصاد سائر المملكة المتحدة، بل هناك تطور أكثر بالنسبة للاقتصاد اللندني الذي يتحرك وحده على ما يبدو وله مؤشرات خارج ما يحدث في سائر اقتصاد بريطانيا، فلندن تمكنت من استحداث مؤشر لقياس اقتصاد حي بأكمله يطلق عليه المربع الذهبي وهو المنطقة التي تتضمن شوارع نايتسبريدج وكينزنغتون المعروفة بمواقعها التجارية والسكنية المميزة والاستثنائية جدا.. هذا المربع بات له قياس مستقل عن سائر لندن وحتما عن سائر المؤشر الاقتصادي البريطاني.
هناك مدن تتنافس على المجد والتميز والإبداع بشكل لا يمكن إنكاره، وهناك سباق واضح الملامح.. سباق ريادي رئيسي بين 3 مدن عملاقة، سباق على القلب الحضاري والثقافي لنبض العالم وهو قائم اليوم وبشكل عنيف ومحموم بين لندن وباريس ونيويورك (تحاول اللحاق بهذه المدن وبخجل مدن أخرى مثل برلين وميلانو ولوس أنجليس وتورونتو وطوكيو وسيدني). وهناك سباق آخر لا يقل ضراوة ولا سخونة وهو بين مدن أصغر حجما ولكنها في تركيبتها هي أقرب لدويلة مستقلة تقدم فيها المبهر والعجيب من الخدمات والتسهيلات للترفيه والاستثمار والمقصود هناك طبعا كل من هونغ كونغ وسنغافورة ودبي (مع وجود منافسين لذات الهدف ولكن بمسافات أبعد مثل سيول وكيب تاون وكوالالمبور وإسطنبول).
اقتصاديات المدن باتت تحديا مثيرا بحد ذاته؛ فهي تخلق آلة جذب استثنائية وتوجد آليات للترويج والتسويق فتطلق المهرجانات السينمائية والتسويقية وتقام المناسبات الرياضية والثقافية والفعاليات الخاصة بالأعمال، ويكون السعي المحموم لكسب حق استضافة بطولات تنس وغولف وإقامة سباق فورمولا 1 للسيارات أو حفلات موسيقية كبرى أو معارض تجارية مشهورة.. كل ذلك لأجل وضع المدينة على خريطة الاقتصاد العالمي كوجهة ومقصد مستقل بغض النظر عن أحوال البلد أو المنطقة ككل.
في اقتصاد العولمة المتشابك والمتداخل والشديد التشابه تظل هناك مساحة للتميز والتفرد والإبداع وهو ما تقوم به «المدن» كل على حدة لنيل هذا الشرف، وما مشاهد الاحتفال بدخول رأس السنة الميلادية إلا أحد أدلة وجود هذا التنافس الشرس الذي يصب في نهاية المطاف لمصلحة الناس كمتلقين ومستفيدين أولا وأخيرا.