أحدث الأخبار
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد

مستقبل الأمة في خطر

الكـاتب : محمد عبد الله المطوع
تاريخ الخبر: 10-01-2015

في القرن الماضي، وبشكل مكثف تم مناقشة هجرة الأدمغة العربية إلى الغرب، وخاصة للدول التي تقدر العلماء وتوفر لهم الاستقرار والأمن لهم ولعائلاتهم مهما بلغ عددهم، وذلك إيماناً منها بأن الإنسان هو صانع التقدم والحضارة، وأنه بالعلم يرى ما لا يراه الآخرون.

ومن هنا كانت معركة احتضان العلماء المبدعين، دون النظر إلى لونهم أو ديانتهم أو حتى توجهاتهم السياسية وأيديولوجيتهم التي يؤمنون بها، هذه الظاهرة عادت خلال السنوات القليلة الماضية لتنشط بكثافة في ظل الأوضاع المأساوية والكارثية التي تعيشها منطقتنا العربية، والتي تكالب عليها وحوش الإرهاب وقطعان الجهل والتخلف والدمار، وتأتي الطبيعة القاسية بأعاصيرها الباردة الثلجية لتزيد من حجم الكارثة.

في هذه الأيام تطلعنا الفضائيات ووسائل الإعلام على مشاهد جيوش الثلج الأبيض التي تحارب اللاجئين الفقراء، بعدما قامت دولهم برميهم إلى ذلك الوحش الطبيعي القاسي، من دون غطاء أو لحاف، أو حتى قليل من الحطب يشعلونها للتدفئة، زد على ذلك وحش الجوع الذي يعتصرهم عصرا ويجعلهم غير قادرين حتى على الاستغاثة.

مات العديد من الأطفال ممن لا ذنب لهم، سوى أن قدرهم أنهم ولدوا في هذه المناطق المنكوبة بأهلها في تلك البقعة القاسية من الكرة الأرضية.

لقد شاهد الملايين الصورة التي تناولتها معظم الوكالات الإعلامية في العالم، سواءً العربية أو الأجنبية، وهي عبارة عن رجل سوري يحمل جثمان طفل صغير، لا يتعدى عمره الست سنوات، وقد توفي نتيجة البرد القارس في منطقة «عين الحور».

وهي منطقة يقطنها اللاجئون السوريون ضمن عدة مناطق لبنانية، وهناك مثله آخرون في منطقة شبعا التي يلفحها البرد القارس ولا توجد بها مواد غذائية، فما بالك بانعدام وسائل التدفئة البدائية منها والحديثة، وكل ما يخشاه سكان المخيمات ويرعبهم، أنها سوف تنهار على رؤوسهم من ثقل الجليد عليها.

وبالتالي ينكشف الغطاء الحامي لهم وتتراكم عليهم الثلوج لتحولهم إلى تماثيل مجمدة خالية من الروح، بينما العالم كله يقبع في الغرف والقاعات الدافئة، ناهيك عمن ينعمون في نفس الوقت بالراحة في الشمس الدافئة على الشواطئ في المناطق الاستوائية، وبجانبهم الأطعمة الشهية والمثلجات، إنه عالم غريب مليء بالمتناقضات التي يعجز العقل البشري عن إيجاد تفسيرات منطقية لها.

ويبدو أن الهلاك والموت يتابع أولئك الهاربين من القتل بدم بارد من قِبل أنصار ذلك النظام أو غيره، أو من قبل الجماعات المسلحة التي تحارب هذا النظام أو غيره، ولا يدري أحد من أين أتت ومن أين أتت بالسلاح، ولا لأي هدف تحارب.

لكن كلا الطرفين لا يتورع عن قتل الأطفال بدم بارد، ولا ذنب لهؤلاء الأطفال البؤساء سوى أنهم ولدوا في بيئة لا تحترم طفولتهم ولا تعرف قيمتها، ومن ينجو من الأطفال في هذه البيئة من الموت لن يكون أسعد حظا ممن ماتوا، فسوف ينشأ في بيئة غير آمنة لا تعرف سوى القتل والدمار.

وهذا بلا شك هو الذي سيشكل مستقبل هؤلاء الأطفال وشخصياتهم العدوانية تجاه المجتمع وتجاه الآخرين في المستقبل، مما يخلق مجتمعا كاملاً من أفراد غير أسوياء عقلياً ليصبحوا خطرا على باقي المجتمعات الأخرى.

الصورة ليست سوداء تماما، وهناك ما يدعو للتفاؤل، ومن المؤكد أن العالم لا يخلو من أهل الخير ومن دعاة التنمية والبناء، ومن ذوي النزعة الإنسانية، والتي تسعى لخلاص الإنسان من العذاب والتدمير لذاته، وها نحن نسمع من الغرب الأوروبي، الذي طالما اتهمناه بالعداء والكراهية لنا، أصواتا تعلو وتدافع عن حقوقنا، وها هي دول كبيرة أوروبية تنادي بحق الشعب الفلسطيني في دولته.

وهناك شعوب ومنظمات أوروبية ترفض ما يحدث في بلداننا من حروب وصراعات يذهب ضحاياها الأبرياء، وها هي بالأمس منظمة «تضامن بل حدود ومجلس السلام السويسري» والذي يسانده ويدعمه يدعيان إلى محاربة تصدير الأسلحة، وخاصة في المناطق التي لا تنتهي بها النزاعات سواءً الطائفية أو العرقية أو غيرها.

إن هذه الأزمة التي تعاني منها منطقتنا العربية، هي في الواقع كارثية، ولا مثيل لها بعد الحرب العالمية الثانية، ولها بالقطع تداعياتها السيئة على مجتمعاتنا وأوطاننا في الحاضر والمستقبل، وليس أسوأ في تداعياتها من هجرة العقول والأدمغة العربية هربا من الحروب والدمار والقتل والإرهاب، وبحثا عن ملاذات آمنة يمكنها العيش والعمل فيها بأمان وسلام، ليذهب نتاج هذه العقول والأدمغة لغير أوطانها، وهذه مأساة كبيرة وكارثية لأنها تعني جملة «ضياع مستقبل هذه الأمة».