أحدث الأخبار
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد

بهلوانات وقتلة في عزاء

الكـاتب : وائل قنديل
تاريخ الخبر: 13-01-2015

انقشع غبار عاصفة الدموع الاصطناعية في معظمها على "شارلي إيبدو"، وبقيت أسئلة جوهرية:
هل هناك فرق كبير بين كلام عبدالفتاح السيسي عن 1,6 مليار إنسان، يعتنقون فكراً يدفع الأمة الإسلامية كلها، لتكون مصدراً للخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها، وبين كلام نتنياهو عن أن عدو العالم المشترك هو الإسلام المتطرف؟
هل يقل الذين تصدّروا مسيرة باريس للدفاع عن حرية التعبير والحق في الحياة إرهاباً عن الذين نفّذوا الاعتداء على المجلة الفرنسية؟
هل يمكن تصديق أن فيلق القتلة وسفاكي الدماء أو وكلاءهم، صاروا فجأة إنسانيين ومتحضرين ومرهفي الحس، بينما دماء ضحاياهم لم تجف بعد؟
السؤال الأهم: كيف لأصحاب السجل الحافل بالجرائم ضد الإنسانية أن يقودوا تظاهرات ترفع شعارات إنسانية؟
الحاصل أن مشهد الحشد في مسيرة باريس، أول من أمس، لا يختلف كثيراً عن التدافع لحجز الأماكن في الحشد الدولي ضد "داعش"، تحت لافتة الحرب على الإرهاب، تلك اللافتة التي اختبأ تحتها من هم أجدر بالمحاكمة على جرائم أكثر فظاعة من جريمة الاعتداء على "شارلي إيبدو"، إذ رأينا في المسيرة سفاحين، لا يتطلب إثبات جرائمهم جهداً كبيراً، إن توفر للعالم قليل من العدل والنزاهة واستقامة الضمير.
ذهب أصحاب المقتلة للاستثمار في جنازة "شارلي إيبدو"، فبدا معظمهم كمجموعة من الممثلين على خشبة مسرح، تحولت عليها التراجيديا إلى كوميديا فاقعة من كثرة الادعاء والأداء التمثيلي المبالغ فيه إلى درجة الابتذال، فلم نعد نستطيع التمييز بين الثكلى والمستأجرة من النائحات القادمات من عمق الفاشية والإرهاب. وفي مناخ مفعم بالزيف والتدليس كالذي رأيناه، من الطبيعي أن تزداد مساحة دور مجرم الحرب الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ليبرز كبطل أول للعرض الباريسي.
الكل في هذه المسيرة تقمّص شخصية التاجر كوهين الذي لم يترك جنازة ولده تمر من دون استثمارها في ترويج ورشته المتخصصة في إصلاح الساعات، حتى فرنسا نفسها التي من المفترض أنها صاحبة المأتم، قررت الاستثمار فيه. وعقب الجريمة مباشرة، احتفت صحف سلطة الانقلاب المصرية بمقال للمحلل الاقتصادي الفرنسي، رولاند لومباردي، قالت إنه نشر في صحيفة "أتلانتيكو"، يقول فيه "إن فرنسا في الخط الأول للجبهة المناهضة للإرهاب والتطرف الموجود في كل من العراق والساحل الأفريقي، وعلى أراضيها، أيضًا، ولهذه الأسباب لم تخطئ فرنسا من خلال التعاون مع الرئيس المصري".
وعلى الفور، ردت جوقة المكارثية والفاشية التحية، فوجدنا كثيرين يبدلون ملابسهم، ويذهبون إلى المولد في ثياب فرانكفونية مستعارة، تناسب طقس النواح الأجير والتطوعي، ليصيحوا "أنا شارلي"، على الرغم من أنه ليس شرطاً أن تصبح "شارلي"، حتى تثبت أنك ضد الإرهاب، خصوصاً إذا علمت أن "شارلي إيبدو" نفسها لم تكن، كمجلة، حريصة على حرية التعبير على طول الخط. ويكفي أن تعلم أن المجلة، التي تحولت إلى حائط مبكى لحرية الإبداع، هي ذاتها التي طردت رساماً فرنسياً في الثمانين من عمره، لأنه سخر من تحول ابن الرئيس ساركوزي إلى الديانة اليهودية، للزواج من فتاة يهودية عام 2008، معتبرا ذلك نوعاً من البحث عن الثراء عبر الدين.
الفنان العجوز، موريس سيني، طردته المجلة التي من المفترض أنها مع الحريات حد الانفلات، وأحيل إلى المحاكمة فيما بعد، بتهمة معاداة السامية، وازدراء الديانة اليهودية.
وأكرر، هنا، ما قلته عقب اغتيال دبلوماسي أميركي في بنغازي، ردا على الفيلم المسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، عام 2012 "ليس لازما أن نتحول إلى قتلة وسفاكي دماء، لكي نثبت للعالم أننا نحب سيد الخلق عليه الصلاة والسلام".
وبالمعيار ذاته: ليس ضرورياً أن نتحول إلى بهلوانات في جنازة شارلي، كي نثبت للعالم أننا ضد الإرهاب.