أحدث الأخبار
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد

حرية الرأي ... حرية الشتم!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 14-01-2015

ماذا بقي كي يقال عن الاعتداء الإرهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» بباريس الأسبوع الماضي؟!

قيل الكثير عن التشكيك في سيناريوات الحادثة وملابسات العجلة في قتل المعتدين وإغلاق ملف الجريمة!

وقيل الأكثر والأهم عن التأويل الثقافي والدلالات المعرفية لأسباب الحادثة ودوافعها.

إذا كان الكل بات مؤمناً بخرافة الحرية المطلقة، وأنه مهما بلغت درجة التسامح والتعايش وقبول التنوع في المجتمعات الليبرالية فإن للحرية (المطلقة) حدوداً، لا تستطيع هذه الأدبيات المثالية تجاوزها. هكذا، فإن من باب أولى أن نتوافق على أن لحرية التشاتم حدوداً إذا تجاوزتها فسيتحول العنف القولي إلى عنف فعلي.

قد يتقبّل المجتمع الإنساني حرية الرأي اللامحدود حتى في المقدّس، لكن هل يمكن حضارة إنسانية عاقلة أن تقوم على مبدأ حرية الشتم؟!

هل يليق بحضارة إنسانية ناضجة أن تقدّس الملوك أكثر من الأنبياء؟!

كرّست منظمة «اليونيسكو» الكثير من قراراتها واتفاقاتها من أجل حماية حرية التعبير، وفعلت بالمثل وأكثر من أجل الحفاظ على حرية التنوع الثقافي.

إذا كان المعتدون على الصحيفة قد انتهكوا حرية التعبير والرأي، فإن رسامي الصحيفة انتهكوا حرية التنوع والاختيار.

كما لم يعد خافياً المأزق الأخلاقي الذي تواجهه مؤسسات الإعلام الغربي حين تتطاول على نقد كل شي .. كل شي في هذا الكون، لكنها تتقزّم أمام ملف واحد فقط غير قابل للنقاش، بسبب قانون معاداة السامية!

لا أعني هنا المطالبة بإلغاء قانون معاداة السامية، كما قد يظن البعض، فليبقَ ولكن لنستحدث معه قانوناً ضد معاداة الإنسانية، يجرّم كل من يتعمد استفزاز أو ازدراء أو انتقاص أو شتم أي مكوّن إنساني. فوجود قانون تجريم معاداة السامية وحده يتنافى مع بنود إعلان حقوق الإنسان التي لا تسوّغ التمييز الطبقي بين عرق بشري وآخر، بيد أن استحداث قانون لتجريم معاداة الإنسانية سيمنح التسويغ والمشروعية والشمولية للقانون الأول.

من جانب آخر، فإننا يجب أن نعيد تعريف (العنف) الذي يجب بالتالي تجريمه. فهل العنف الحسي هو المجرّم فقط، أم إن العنف اللفظي - الشفوي هو أيضاً ما ينبغي تجريمه بمقتضى ما سيؤدي إليه من عنف حسي - جسدي سيقع لاحقاً؟

هنا تساؤل ينبغي أن يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامنا ونقاشنا: هل حرية الشتم هي جزء من حرية الرأي، أم إنها جزء من أدوات العنف؟!

هذه التساؤلات والاقتراحات ليست لتبرير الهجوم الهمجي على الصحيفة، ولكنها لتفسير الأسباب الهمجية التي أدت إلى الهجوم.

يجب أن نقاوم العنف...

لكننا أيضاً يجب أن نقاوم الأسباب والذرائع المؤدية إلى العنف.