01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد |
01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد |
01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد |
12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد |
12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد |
12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد |
12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد |
10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد |
10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد |
10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد |
12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد |
09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد |
06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد |
05:12 . الجيش الأميركي يستبدل قاذفات بالمحيط الهندي بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد |
04:54 . ليبيا.. الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحة... المزيد |
04:43 . أكاديميون يدعون لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مع ضوابط أخلاقية... المزيد |
عندما يرمي أحدهم شيئاً باتجاهك تقوم تلقائياً برفع يديك تفادياً، عقلك مع الوقت يحول هذا التصرف من تصرف واعٍ إلى غير واعٍ، يتعلم عقلك كيف يدافع عن نفسه دون الحاجة إلى اتخاذك لقرار مدروس، هذا لا ينطبق على الأفراد فقط، حتى الدول يحصل معها الشيء نفسه، كلما تواجه الدولة تحدياً تدرس أفضل الطرق للتعامل معه ولكنها ما تلبث أن تتحول ردود أفعالها إلى أنماط سهلة التوقع، يكفي أن تدرس تصرفات الدولة على مدار سنوات أو عقود لتكتشف أن هناك نمطاً واضحاً في الدفاع عن النفس.
التحدي الأكبر للدول الشمولية يكمن في المعارضة لنظام الحكم، وأمام هذا التحدي تظهر أنماط واضحة للاستجابة في العالم العربي، خذ اليمن على سبيل المثال، كان علي عبدالله صالح كلما واجه تحدياً لسلطته دعم المجموعات المسلحة مثل الحوثيين ليهدد بهم معارضيه، فإما أنا أو من هو أسوأ مني، وحتى اليوم هو يدعم نفس المجموعة لذات الهدف، وهو غير قادر على استخدام أنماط أخرى بحكم العادة فتفكيره وتفكير من حوله تكلس على هذا النمط، أخوفهم بغيري حتى لا يجدوا الملاذ إلا عندي، واليوم نسمع كلاماً عن تنسيق محتمل بين قوى ما بعد الثورة وعلي صالح للتخلص من الحوثيين.
وفي تونس منذ أيام الحبيب بورقيبة كانت السياسة هي أن يواجه كل مطلب شعبي بالحديث عن مدنية الدولة وأمنها، فكل معارضة للنظام هي تكفيرية إرهابية وستؤدي بالدولة إلى التخلف والرجعية، ويشار ضمناً إلى معركة بين الشمال المتمدن والجنوب الرجعي، على ضوء هذا التهديد تحدث الاعتقالات لمن يوصفون بالإرهابيين وتنشط العمليات الأمنية في الجنوب وتهدأ المطالبات تباعاً، حتى اليوم يتبع أنصار النظام السابق نفس السياسة كما رأينا في تصريحات رموز النظام السابق وآخرها تصريحات الرئيس التونسي السبسي خلال حملته الانتخابية والتي أشار فيها إلى صراع بين تونس المتحضرة وقوى الرجعية والظلامية، وعلى اختلاف مواقعهم في الدولة التونسية تبقى ردة الفعل واحدة.
في الحالة المصرية كان لدى الدولة نمط سهل التوقع تجاه المعارضة، كما أشار الدكتور حامد القويسي مرة، فالدولة في زمان مبارك كانت تتبع سياسة الباب الدوار فكلما ارتفع سقف المطالبات اعتقلت مجموعة من رموز المعارضة وعلى إثرها ينشغل زملاؤهم بالمطالبة بالإفراج عنهم وتغفل المطالبات الرئيسية، وبعد فترة تفرج الدولة عن المعتقلين معطية فرصة قصيرة للمعارضة للاحتفال وما إن تعود قوى المعارضة لمطالباتها تعود الدولة إلى الاعتقال وهكذا بحيث يكون الجزء الأكبر من جهد وموارد القوى المعارضة مصروفا على إخراج رفاقهم من السجون، اليوم لا يختلف رد فعل الدولة كثيراً ولكنها بحكم اختلاف حجم المعارضة صعدت في ردة الفعل فصارت تقتل العشرات وتعتقل المئات في كل مرة وهي تلوح بالإفراج عن المعتقلين كأداة للتعامل مع المعارضين، وإن كان ذلك لم ينجح في تحجيم المعارضة بعد، لكن مع ذلك ما زالت الدولة تستخدم نفس السياسة.
لكن لماذا تنجح هذه الوسائل رغم تكرارها في كل مرة؟ طبعاً هناك سبب مباشر لنجاح الحلول الأمنية وهو أنها تقوم على القتل والترويع والاعتقال وهذا سيكون ناجحاً دائماً في حال كانت المعارضة محدودة، لكن لماذا لم تنجح الوسائل المعتادة في كبح جماح التظاهر في دول الربيع العربي؟ تصور معي المثال التالي، لو كنت كلما أردت ضرب شخص رفعت يدك اليمنى وهويت بها على خده الأيسر ماذا سيحصل؟ قبل أن ترفع يدك سيكون حمى خده الأيسر بل وربما جهز نفسه لكسر يدك، ولكن ماذا يحدث إذا ركلته في ركبته؟ هذا ما حدث في الربيع العربي، توقعت الحكومات تحرك الشارع بناء على ما كان الحال عليه لعقود، مظاهرات محدودة، تتسع قليلاً، بطش أمني، بكاء وعويل، هدوء الشارع، هذه المرة لم يحدث السيناريو المتوقع، استمر التظاهر ارتفع سقف المطالب وتغيرت لهجة المعارضة، على إثر ذلك سقطت أربعة أنظمة عربية على وجه السرعة نتيجة عدم قدرتها على التكيف مع الحالة الجديدة.
لكن الأنظمة اليوم وبعد أعوام من مرور الأنظمة العربية بتجربة الربيع العربي نجحت في تحديث ردود الفعل لديها تجاوباً مع ما حدث في الربيع العربي وعادت بعض قوى المعارضة إلى المربع الأول، اليمنيون عادوا إلى حالة الوئام مع النظام السابق مخافة الحوثيين، التونسيون يختبئون خلف جدار الدولة العميقة خوفاً من الإرهابيين، والمصريون يحاولون إعادة إنتاج 25 يناير بنفس الآليات والوسائل دون جدوى، الاستثناء الوحيد هو الحالة السورية التي خرجت عن إطار الصراع بين الدولة ومعارضيها إلى إطار حرب أهلية شاملة يذكيها صراع دولي لا نهاية له، سيستمر بلا شك هذا الوضع لفترة، ولا سبيل للخروج منه إلا بالخروج من دوامة الفعل وردة الفعل التي تحدثنا عنها، اليوم نحن بحاجة إلى فعل معارضة جديد لا ينتمي إلى باقة الربيع العربي ولكن شكل مختلف يقلب الطاولة على الأنظمة ويعيد إنتاج سبب نجاح الربيع العربي ابتداءً.
قادة الحراك الثوري في العالم العربي بحاجة إلى استيعاب أمرين رئيسيين: الأول أنه لا يمكنك تكرار نفس الوسائل وتوقع نتائج إيجابية دائماً فكثير من الوسائل لا تصلح إلا للاستخدام مرة واحدة فقط، الأمر الثاني هو أن القيادات المسنة التي ما زالت تصر على دورها المتقدم في الحراك الثوري لا بد لها من الانسحاب من الميدان تماماً والاكتفاء بالأدوار الرمزية فلا يتوقع من الذين أمضوا عقوداً في حالة الفعل وردة الفعل مع النظام أن ينتج عنهم تجديد في الفكر والوسائل مع وجود استثناءات هنا وهناك، والأمة اليوم بانتظار حالة جديدة ورد فعل مختلف.?