أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

التنمية والاختبارات النفسية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 20-02-2015

نشرت صحيفة «الأهرام» في عددها الصادر في 2015/2/13 حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، والقاضي بإلزام المرشحين لمجلس النواب بالكشف الطبي الشامل، وألزمت في حكمها اللجنة العليا للانتخابات بإصدار قرار يُلزم المرشح لعضوية المجلس بتقديم شهادات طبية تفيد خلوه من الأمراض النفسية بالقدر الذي يكفي لأداء واجبه، وألا يكون من متعاطي المخدرات والمسكرات.

وفي اعتقادي أن ذلك القرار مهم ومحمود، إذ وضع ضوابط جديدة على نيل عضوية السلطة التشريعية، حيث إن السمات والخصائص النفسية والشخصية للمرشح يبنغي أن تتلاءم مع متطلبات العمل البرلماني. فقد أصبح مثل هذا القرار أمراً ضرورياً أمام ما أصاب الحياة السياسية من خلل، خاصة في العقود الأخيرة. وأتمنى أن يكون مثل هذا الشرط في باقي البرلمانات العربية، خاصة بعد أن زادت حصيلة اختلالات الحياة السياسية في العالم العربي، وتفشت السلبية داخل كثير من المؤسسات التشريعية، مما أثر على العمل البرلماني والحراك التنموي في العديد من مجتمعاتنا العربية. فالصحة النفسية تمنح الإنسان القدرة على تجاوز ذاته والاهتمام بالآخرين والموازنة بين قدراته وتوقعاته الاجتماعية في مسألة تغيير الواقع الاجتماعي لناخبيه نحو الأفضل وإشعارهم بأنه صاحب رسالة يعمل بصدق وضمير من أجلها.

إن العديد من دول العالم نجحت في تطبيق الفحص النفسي على من يتولى المسؤولية، وكان ذلك سبباً للنهوض والتقدم. ويكفي هنا أن نشير إلى ما قاله رئيس وزراء سنغافورة الأسبق، «لي كوان يو»، في كتابه «من العالم الثالث إلى الأول»، حيث يقول: في عام 1970 حدث عطل في المركبة الفضائية الأميركية «بولو» على بعد 300 ألف كم من الأرض. لقد شاهدت فصول الدراما الرهيبة، فأية حركة خاطئة من قبل أحد الرواد الثلاثة كانت كافية لدفعهم نحو الفضاء الخارجي، حيث يستحيل العودة إلى المركبة، لكنهم تشبثوا بالهدوء طيلة المحنة، وقد وضعوا حياتهم ومصيرهم في أيدي الخبراء داخل مركز المراقبة والتحكم على الأرض، واتبعوا تعليماتهم بكل دقة. وفي ذلك ما يثبت أهمية الاختبارات النفسية التي تجريها «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا) على الأرض، مثل تجارب انعدام الوزن، والتعود على العزلة في المركبات الفضائية. فالاختبارات أقصت الأشخاص غير المؤهلين، المعرضين للهلع في أوقات الأزمات.

كذلك فإن إجراء الاختبارات النفسية والطبية لمرشحي الانتخابات البرلمانية، والذين يحتمل أن يصبحوا وزراء، هو أمر ضروري للغاية.

فالاختبارات النفسية مصممة لتحديد معالم شخصية المرشح وذكائه وخلفياته وقيمه. وقد ساعدت هذه الاختبارات في استبعاد غير المؤهلين، وكشفت ردود الفعل الشخصية لهم. إن الاختلال الذي يحدث في هيكل النظام النفسي عند الإنسان ليس بالأمر الهيّن، كما يتصور البعض، خاصة إذا كان هذا الإنسان في مكان المسؤولية، حيث تترتب على مثل هذه الحالة آثار خطيرة تنعكس بصورة مباشرة على قراراته التي قد يتخذها من خلال عمله ومسؤولياته، والتي قد تؤثر سلباً على حياة الناس الذين قد تمسهم مثل هذه القرارات وعلى مشاريع التنمية وخططها بشكل عام.

الأبحاث والتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى شيوع مثل هذه الحالات بكثرة في دول العالم. علماء النفس والاجتماع يحذرون من تنامي خطورة الأضرار النفسية على الحراك التنموي في الدول، كما يرجعون الكثير من الحروب والخراب الذي حدث في العالم إلى أشخاص قادوا بلدانهم وهم يعانون من تشوهات نفسية.