أحدث الأخبار
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد

فشلٌ معرفي.. تهديدٌ وجودي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 20-03-2015

قد يختلف المؤرخون والمختصون في علم السياسة حول الأسباب التي جعلت العرب يصلون إلى هذه المرحلة التاريخية الحساسة والمنعطف الحرج الذي تعيشه الأمة العربية اليوم، وأعني حالة الفوضى والصراع والتمزق والخلافات الممزوجة بالفتن الطائفية، كما هو واضح في المشهد الذي يتفاعل في عدد من الدول العربية على مرأى ومسمع من الجميع. كما قد يختلف المؤرخون وباحثو العلوم السياسية حول الأسباب التي جعلت العرب يدورون في مثل هذا الفلك المضطرب منذ عدة عقود، لكن يكاد يوجد شبه إجماع بين العارفين على أن هذه الأمة تواجه اليوم حالة من الخطر الذي يتربص بها من كل جانب، وحالة من التهديد الذي يشكل خطراً على وجودها، لأنها في حقيقة الأمر تأخرت كثيراً عن ركب الآخرين، ولم تستطع استيعاب متغيرات العصر المتسارعة، وأخفقت في فرض مشروعها السياسي والحضاري، وفي صناعة نموذجها الخاص الذي يجعلها قادرةً على مواجهة التحديات، سواء على المستوى الفكري أو الحضاري؛ فكان من الطبيعي أن يفرض الآخر عليها أجندته وسياسته، ومن ثم يحول المشهد العربي بأكمله إلى حالة من الصراع والفوضى والاقتتال الداخلي، تارة بين الدول وتارة أخرى بين الشعوب وقياداتها، وتارة ثالثة داخل الشعب الواحد بين طوائفه ومكوناته.

لذلك فالعرب بالفعل يمرون بمرحلة شديدة الخطر، حضارياً وفكرياً وسياسياً، لأنهم في حقيقة الأمر لم يدرسوا حضارتهم جيداً، ولم يقرؤوا تاريخهم بشكل واضح ودقيق كما يفعل الآخرون الذين يحاربونهم من خلاله، ولم يدرسوا أيضاً بما فيه الكفاية ما يمليه عليهم الواقع بكل تجلياته وتقلباته التاريخية والجغرافية والحضارية.. وبشكل أدق لم يفهموا جيداً تاريخ الغرب ولم يعرفوا حقيقة أهدافه ولا حتى أهداف القوى الإقليمية المجاورة معرفة متعمقة تجعلهم متحدين لأي مواجهة، فكل ما نملكه نحن العرب عن الغرب هو رؤية شكلية ومعارف سطحية لا تتعدى معرفة الظاهر دون أن تغوص بعمق إلى معرفة السياسات الخفية والمبطنة، والتي لعبت دوراً مؤثراً في الأوضاع الحالية.

لقد كان الغرب سباقاً إلى امتلاك المعرفة، وتفعيل دورها على أرض الواقع، وكان أكثر قدرة على النفوذ والوصول إلى حقائق المعارف في مجتمعاتنا، وبلغة أكثر دقة ووضوحاً، فقد جنّد أدواته المادية والبشرية لخدمة أهدافه في المنطقة العربية بغية التأثير فيها من الداخل. لقد درس العالمَ العربي في العمق، وعلى ضوء ذلك حدد أجندته ومخططاته وخرائطه، سواء في معاملته على المستوى السياسي أو العسكري أو الاقتصادي أو حتى النفسي، بينما فشل العرب في التعامل مع الغرب بنفس الأسلوب، رغم معرفتهم بممارساته ودوافعه وأساليبه، واطلاعهم على الكثير من علومه ونظرياته، وقيامهم بترجمة الكثير من دراساته ومؤلفاته، وتمرّسهم بسياساته وخططه!

لم يستفد العرب من كل ذلك في صنع سياسة قادرة على التعامل بندية مع الآخر، إذ لم يحولوا كل المعارف والتجارب التي لديهم إلى مفاهيم تسمح لهم بوضع أسس علمية ومنهجية لسياسات تجابه التحديات الخطيرة التي تواجههم، لذلك وقعوا في فخ السياسات التآمرية للآخر، وأصبح وضعهم على الحال الذي نراه اليوم في كثير من بلدانهم.