أحدث الأخبار
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد

فشلٌ معرفي.. تهديدٌ وجودي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 20-03-2015

قد يختلف المؤرخون والمختصون في علم السياسة حول الأسباب التي جعلت العرب يصلون إلى هذه المرحلة التاريخية الحساسة والمنعطف الحرج الذي تعيشه الأمة العربية اليوم، وأعني حالة الفوضى والصراع والتمزق والخلافات الممزوجة بالفتن الطائفية، كما هو واضح في المشهد الذي يتفاعل في عدد من الدول العربية على مرأى ومسمع من الجميع. كما قد يختلف المؤرخون وباحثو العلوم السياسية حول الأسباب التي جعلت العرب يدورون في مثل هذا الفلك المضطرب منذ عدة عقود، لكن يكاد يوجد شبه إجماع بين العارفين على أن هذه الأمة تواجه اليوم حالة من الخطر الذي يتربص بها من كل جانب، وحالة من التهديد الذي يشكل خطراً على وجودها، لأنها في حقيقة الأمر تأخرت كثيراً عن ركب الآخرين، ولم تستطع استيعاب متغيرات العصر المتسارعة، وأخفقت في فرض مشروعها السياسي والحضاري، وفي صناعة نموذجها الخاص الذي يجعلها قادرةً على مواجهة التحديات، سواء على المستوى الفكري أو الحضاري؛ فكان من الطبيعي أن يفرض الآخر عليها أجندته وسياسته، ومن ثم يحول المشهد العربي بأكمله إلى حالة من الصراع والفوضى والاقتتال الداخلي، تارة بين الدول وتارة أخرى بين الشعوب وقياداتها، وتارة ثالثة داخل الشعب الواحد بين طوائفه ومكوناته.

لذلك فالعرب بالفعل يمرون بمرحلة شديدة الخطر، حضارياً وفكرياً وسياسياً، لأنهم في حقيقة الأمر لم يدرسوا حضارتهم جيداً، ولم يقرؤوا تاريخهم بشكل واضح ودقيق كما يفعل الآخرون الذين يحاربونهم من خلاله، ولم يدرسوا أيضاً بما فيه الكفاية ما يمليه عليهم الواقع بكل تجلياته وتقلباته التاريخية والجغرافية والحضارية.. وبشكل أدق لم يفهموا جيداً تاريخ الغرب ولم يعرفوا حقيقة أهدافه ولا حتى أهداف القوى الإقليمية المجاورة معرفة متعمقة تجعلهم متحدين لأي مواجهة، فكل ما نملكه نحن العرب عن الغرب هو رؤية شكلية ومعارف سطحية لا تتعدى معرفة الظاهر دون أن تغوص بعمق إلى معرفة السياسات الخفية والمبطنة، والتي لعبت دوراً مؤثراً في الأوضاع الحالية.

لقد كان الغرب سباقاً إلى امتلاك المعرفة، وتفعيل دورها على أرض الواقع، وكان أكثر قدرة على النفوذ والوصول إلى حقائق المعارف في مجتمعاتنا، وبلغة أكثر دقة ووضوحاً، فقد جنّد أدواته المادية والبشرية لخدمة أهدافه في المنطقة العربية بغية التأثير فيها من الداخل. لقد درس العالمَ العربي في العمق، وعلى ضوء ذلك حدد أجندته ومخططاته وخرائطه، سواء في معاملته على المستوى السياسي أو العسكري أو الاقتصادي أو حتى النفسي، بينما فشل العرب في التعامل مع الغرب بنفس الأسلوب، رغم معرفتهم بممارساته ودوافعه وأساليبه، واطلاعهم على الكثير من علومه ونظرياته، وقيامهم بترجمة الكثير من دراساته ومؤلفاته، وتمرّسهم بسياساته وخططه!

لم يستفد العرب من كل ذلك في صنع سياسة قادرة على التعامل بندية مع الآخر، إذ لم يحولوا كل المعارف والتجارب التي لديهم إلى مفاهيم تسمح لهم بوضع أسس علمية ومنهجية لسياسات تجابه التحديات الخطيرة التي تواجههم، لذلك وقعوا في فخ السياسات التآمرية للآخر، وأصبح وضعهم على الحال الذي نراه اليوم في كثير من بلدانهم.