أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

«قسائم» القراءة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

المشروع لافت ومختلف بكل المقاييس، وهو يخص تشجيع طلاب المدارس والجامعات على القراءة بدفع ثمن الكتب التي يشترونها، إنه مشروع رائد وغير مسبوق على مستوى الوطن العربي، ولا أدري إن كانت هناك مبادرات شبيهة به أم لا، لكنني أجده مبادرة حضارية ومؤثرة باتجاه إعلاء قيمة الكتاب وتكريس طقس القراءة الجماعية بين اليافعين على وجه العموم، فإن تتكفل بدفع كلفة الكتب لقارئ لا يمكنه أن يشتري هذه الكتب لأنها غالية ولأن قدرته الشرائية ضعيفة، يوازي أن تبني له مدرسة وأن تتكفل بتعليمه وتوفر له حياة مضاعفة، فالكتب عمر آخر يضاف لعمر الإنسان!
مبادرة كوبونات الكتب، عبارة عن موازنة ترصد مبلغ ثلاثة ملايين درهم يتكفل بدفعها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لصالح جميع طلاب مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، لدفعهم نحو الكتاب، ونحو المعرفة والكلمة، أي نحو أفق آخر وحياة مختلفة ومدارك جديدة، فبمجرد أن يفتتح معرض الكتاب يتم تنظيم رحلات مدرسية لجميع الطلاب مزودين بقسائم شراء مدفوعة القيمة يصرفونها داخل أروقة وأجنحة المعرض، لسد العجز في موازنة الطلاب الذين لا يستطيعون بطبيعة الحال أن يشتروا كتباً غالباً ما تكون غالية!

المبادرة على أهميتها تفتح الباب لبعض الملاحظات التي يمكن أن تدفع باتجاه تطويرها أو الدفع بها نحو آفاق متقدمة، انطلاقاً من فكرتها الرئيسة القائمة على تشجيع الطلاب على القراءة، أول تلك الملاحظات تخص توجيه هؤلاء الطلاب والطالبات الصغيرات نحو نوعية الكتب التي يحسن بهم قراءتها، صحيح أننا لا نريد أن نمارس سلطة أو وصاية فوقية على خيارات الطلاب، وصحيح أننا ندفع باتجاه أن يجدفوا في الحياة بطريقتهم لتقوى أذرعتهم وليتبنوا طريقهم بأنفسهم ويعتادوا القدرة على الاختيار وتحمل المسؤولية، وصحيح أننا نريدهم أن يتعلموا كيف يربوا ذائقتهم ويصنعوا ذوقهم، إلا أن السير في طريق ملتبس ومتكاثف ومليء بالمطبات يحتاج الى خارطة طريق، والى دليل وضوء يكشف عثرات الدرب تجنبا لأية مخاطر أو ضياع.

ليس على المعلم أو المعلمة أن يأمروا طلابهم بشراء كتب معينة، لكن عليهم أن يدلوهم على أفضل الكتب، أن يضعوا أمامهم خيارات واضحة ويتركوهم ليختاروا ما يريدون، فليس كل ما يشر يستحق القراة، وليس كل كتاب يناسب أي عمر، وهنا فإننا لا نقصد أن هذه الكتب تمس الأخلاق والقيم والدين، لكن هناك أموراً أخرى في القراءة لابد من مراعاتها، فلغة الكتاب مهمة، وكذلك أفكاره التي يطرحها ومدى مناسبتها لمدارك الطلاب ووجدانهم، كما أن دقة معلومات الكتاب مهمة، وهناك كتب تزيف الوعي وتكرس أخطاء فادحة فيما يخص التاريخ والدين والتراث، كتب مكتوبة بتعجل أو من دون منهج علمي، وهناك كتب مليئة بالأخطاء اللغوية وأخرى مكتوبة باللهجة العامية الركيكة أو المبتذلة مثلاً!

ماذا نريد من الطالب أن يستفيد من رواية هزيلة مكتوبة بالعامية ومليئة بالإسفاف؟ ولماذا نترك الطالب - تحت تأثير آراء زملائه أو دعايات مواقع التواصل - يندفع لشراء كتب لا قيمة لها؟ على المعلمين أن يكملوا دور المبادرة بأن يقوموا بدور الدليل الذي يضيء الطريق نحو الكتب والروايات والقصص ودواوين الشعر الجيدة، التي تناسب أعمارهم وثقافتهم وتخدم أهداف المجتمع من دفعهم نحو الكتاب! أما أن يتركوا هكذا يتنقلون بين ممرات المعارض على غير هدى ويشترون بناء على صورة الغلاف وإغراءات البائع فإننا نكون قد حرفنا المبادرة النبيلة عن هدفها العظيم!