أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

نتذكرهم.. باقرأ!

الكـاتب : ناصر الظاهري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

ناصر الظاهري
في مديح من علمني حرفاً، وهم كثر، أشخاص كان لهم حضورهم في حياتك، منهم من علمك ما معنى اقرأ، ومنهم من درّسك ماذا تقرأ؟ ومنهم من سرّب لك كتباً غير منهجية لتقرأ، ومنهم من دلّك ما تقرأ، وكيف تقرأ، ولمن تقرأ، ومنهم من لم يستطع أن يتخلى عن صفة المعلم، فكان يتبعك ويتابعك بكتب مجانية، ولو كانت مقروءة، وعلى متن صفحاتها هوامش وتعليقات، وصفحات مثنية أطرافها، لكنها كلها كانت تعمل شيئاً في الرأس جميلاً، ويبقى، هم كثر أولئك الأشخاص الذين تركوا أثراً في القلب، وفعلاً في الرأس، وإن ذهبوا، ما زالت الذاكرة طريّة بهم، وما زلت تذكرهم وتتذكر.
هناك مكتبات توزعت على الأماكن، بدءاً من مكتبة القدس القديمة في العين، ومكتبة الشرعبي القديمة بأبوظبي، ومكتبة ربما كان اسمها الثقافة الجديدة، في شارع المطار، كانت فيها كتب مختلفة، ومخالفة، مكتبات القاهرة، مكتبات بيروت، مكتبات في شارع المتنبي ببغداد، كانت كلها تمنعك أن تمر بجانبها سراعاً، بعض هذه المكتبات لا تزال رائحتها عالقة في الأنف، كمكتبات في حي الحبوس في المغرب، مكتبة مدبولي في القاهرة، مكتبات عتيقة في دمشق، وأخرى متربة في اليمن، اليوم أصبحت هذه المكتبات مختصرة في مكتبات الأسواق الحرة في المطارات التي تضطرك ساعات الانتظار أن تقلب كتبها النظيفة، والمغلفة بالبلاستيك اللماع، وتحمل «باركود» مقيت، تبدو في تلك الأمكنة الباردة، مثل الكتب السياحية أو التي تصدرها وزارات الإعلام في آخر اللحظات، تداركاً لفوات مناسبة ما. هناك أرصفة في مدن كثيرة، في شارع السعدون ببغداد مثلاً، أرصفة الدار البيضاء، وأكشاكها مثلاً، أرصفة شارع الحمراء ببيروت، وأكشاكها مثلاً، أرصفة الكتب في القاهرة، وسور الأزبكية مثلاً، أكشاك على نهر السين في باريس، وما تعتق فيها من حبر وورق.

هناك مدن محرضة على القراءة، ودائماً ما تستقبلك بكتب لن تضيق بها مكتبتك، كدمشق، وبيروت والقاهرة، وبغداد حينما كانت بغداد، هناك معارض للكتب تتبع تلك المدن وغيرها، كنت تتبعها، حينما كان لا يستبد بك التعب، وكانت زيارات لما على الهامش من ثراء، ومتعة الإنصات، ومتعة المناقشة، ومتعة رؤية أصدقاء الحبر والقلم، وما يسطرون، وكان لكل معرض كتاب نكهته الخاصة، ولا تتشابه أبداً لمن يعرفها، يكاد أن يكون لكل عاصمة معرض كتاب، كلها جميلة، وفيها خير للناس، وكلها تعمل رجّة غير عادية في أيامها، وتذهب بشوقها، غير أن أربعة معارض ظلت صديقة، ولا تريد لها إلا أن تبقى، معرض الشارقة، وأبوظبي، وبيروت، والقاهرة.

اليوم.. حينما يكون هناك معرض كتاب، أو تقبض عليك مكتبة في إحدى المدن التي تحبها، ولا تجعلك تمر، تتذكر كل أولئك الناس الجميلين الذين شاغبوا هذا الرأس مرة، وقالوا لك: اقرأ!