أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

نتذكرهم.. باقرأ!

الكـاتب : ناصر الظاهري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

ناصر الظاهري
في مديح من علمني حرفاً، وهم كثر، أشخاص كان لهم حضورهم في حياتك، منهم من علمك ما معنى اقرأ، ومنهم من درّسك ماذا تقرأ؟ ومنهم من سرّب لك كتباً غير منهجية لتقرأ، ومنهم من دلّك ما تقرأ، وكيف تقرأ، ولمن تقرأ، ومنهم من لم يستطع أن يتخلى عن صفة المعلم، فكان يتبعك ويتابعك بكتب مجانية، ولو كانت مقروءة، وعلى متن صفحاتها هوامش وتعليقات، وصفحات مثنية أطرافها، لكنها كلها كانت تعمل شيئاً في الرأس جميلاً، ويبقى، هم كثر أولئك الأشخاص الذين تركوا أثراً في القلب، وفعلاً في الرأس، وإن ذهبوا، ما زالت الذاكرة طريّة بهم، وما زلت تذكرهم وتتذكر.
هناك مكتبات توزعت على الأماكن، بدءاً من مكتبة القدس القديمة في العين، ومكتبة الشرعبي القديمة بأبوظبي، ومكتبة ربما كان اسمها الثقافة الجديدة، في شارع المطار، كانت فيها كتب مختلفة، ومخالفة، مكتبات القاهرة، مكتبات بيروت، مكتبات في شارع المتنبي ببغداد، كانت كلها تمنعك أن تمر بجانبها سراعاً، بعض هذه المكتبات لا تزال رائحتها عالقة في الأنف، كمكتبات في حي الحبوس في المغرب، مكتبة مدبولي في القاهرة، مكتبات عتيقة في دمشق، وأخرى متربة في اليمن، اليوم أصبحت هذه المكتبات مختصرة في مكتبات الأسواق الحرة في المطارات التي تضطرك ساعات الانتظار أن تقلب كتبها النظيفة، والمغلفة بالبلاستيك اللماع، وتحمل «باركود» مقيت، تبدو في تلك الأمكنة الباردة، مثل الكتب السياحية أو التي تصدرها وزارات الإعلام في آخر اللحظات، تداركاً لفوات مناسبة ما. هناك أرصفة في مدن كثيرة، في شارع السعدون ببغداد مثلاً، أرصفة الدار البيضاء، وأكشاكها مثلاً، أرصفة شارع الحمراء ببيروت، وأكشاكها مثلاً، أرصفة الكتب في القاهرة، وسور الأزبكية مثلاً، أكشاك على نهر السين في باريس، وما تعتق فيها من حبر وورق.

هناك مدن محرضة على القراءة، ودائماً ما تستقبلك بكتب لن تضيق بها مكتبتك، كدمشق، وبيروت والقاهرة، وبغداد حينما كانت بغداد، هناك معارض للكتب تتبع تلك المدن وغيرها، كنت تتبعها، حينما كان لا يستبد بك التعب، وكانت زيارات لما على الهامش من ثراء، ومتعة الإنصات، ومتعة المناقشة، ومتعة رؤية أصدقاء الحبر والقلم، وما يسطرون، وكان لكل معرض كتاب نكهته الخاصة، ولا تتشابه أبداً لمن يعرفها، يكاد أن يكون لكل عاصمة معرض كتاب، كلها جميلة، وفيها خير للناس، وكلها تعمل رجّة غير عادية في أيامها، وتذهب بشوقها، غير أن أربعة معارض ظلت صديقة، ولا تريد لها إلا أن تبقى، معرض الشارقة، وأبوظبي، وبيروت، والقاهرة.

اليوم.. حينما يكون هناك معرض كتاب، أو تقبض عليك مكتبة في إحدى المدن التي تحبها، ولا تجعلك تمر، تتذكر كل أولئك الناس الجميلين الذين شاغبوا هذا الرأس مرة، وقالوا لك: اقرأ!