أحدث الأخبار
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد

العالم بمنظور إيراني

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 21-04-2015

نتحدث دائماً عن المشروع الإيراني، باعتباره مشروعاً دينياً سياسياً عرقياً، فمن جهة هو تصدير لمذهب الدولة الشيعي ومن جهة أخرى هو بسط نفوذ سياسي على دول المنطقة ومن جهة ثالثة هو مشروع عنصري فارسي، وكل ذلك له دلالاته في الخطاب التعبوي للنظام الإيراني، ستجد هناك الرموز الشيعية والفارسية جنباً إلى جنب بالإضافة إلى مفردات الهيمنة السياسية سواء في خطابات المرشد الأعلى للثورة أو في المظاهر الاحتفالية في العاصمة طهران أو في خطاب الجماعات الموالية لهم مثل الحوثيين وحزب الله، ولكن هل هذا الخطاب يمثل الرؤية الإيرانية على حقيقتها؟ أم أنه دعاية سياسية وتعبئة عاطفية تخفي وراءها مشروعاً آخر؟
لو اعتبرنا أن الخطاب الإيراني الإعلامي متوافق مع المشروع الإيراني لأصبح علينا أن نصدق أن إيران تخوض حرباً دينية ضد الشيطان الأكبر، بينما تنسق هي مع الشيطان الأكبر في العراق بعد أن تسلمتها منه، وتوقع معه الاتفاق حول قدراتها النووية، وسيكون كذلك علينا أن نصدق أن إيران تدعم الأقليات الشيعية لحمايتها من الطغاة والإرهابيين، بينما قتل من رموز الشيعة الكثير في العراق لمجرد أنهم رفضوا الانضواء تحت اللواء الإيراني، ودعمت إيران أرمينيا المسيحية في حربها مع أذربيجان الشيعية لتحقيق مكاسب سياسية، كما سيكون علينا تصديق أن النظام فارسي عنصري عرقياً وفي حقيقة الأمر أن خامنئي نفسه أذري الأصل فوالده كان معمماً أذرياً مقيماً في النجف، ولا يخفى ما يقدمه النظام الإيراني من دعم لمجموعات لا تنتمي لخلفية فارسية في العالم العربي وخارجه، إذن فلنتفق أن هذا الخطاب دعائي لا غير.
النظام الإيراني لم يولد مع ثورة 79 ضد الشاه، فالنظام في الحقيقة وإن تبدل شكله إلا أنه شكل استمراراً لطموحات نظام الشاه الذي سبقه بل وطموحات ما سبق تلك الدولة على مر التاريخ، هناك عقدة نفوذ لدى حكام إيران تعود لزمان الإمبراطورية الفارسية، هناك إحساس بضرورة هيمنة هذا القطر على العالم، ولا شك أن هذا سيكون طموح معظم القوى الكبرى في العالم، فالكل يريد الهيمنة ولكن العامل المضاف إيرانياً هو شكل هذه الهيمنة، الإيرانيون بعد الحرب العالمية الثانية وجدوا أنفسهم في عالم جديد تغيرت فيه موازين القوى، فإما أن تكون رأسمالياً أو أن تكون شيوعياً، والإيرانيون يعرفون لعبة التحالفات هذه بامتياز فتاريخهم يعرض التميز الفارسي في صناعة هذه التحالفات التي شكلوا من خلالها خارطة العالم العربي وغرب آسيا إبان الهيمنة الفارسية، لذلك وضع النظام الإيراني يده بيد العالم الغربي ليصنع هيمنته بشكل جديد، شرطياً للمنطقة، نجح النظام في تلك الفترة في تقوية حدوده والتمدد على المناطق الخارجة عن سيطرته في محيطه القريب، لكن هذا الدور سرعان ما انتهى وقرر الغرب أن التضحية بالشاه أمر مقبول، ليعلنوا قدوم عهد جديد، أرادوه ليبرالياً وأراده الخميني بشكل مختلف، استعاد الإيرانيون إيران من الغرب وشرعوا في خريطة تحالفات جديدة.
يعرف صانع القرار الإيراني أنه بحاجة إلى ثلاثة أركان ينطلق من خلالها مشروع الهيمنة الإيراني، محيط ضعيف، حلفاء متعادون، وإحساس بالمصير المشترك في إيران، الركن الأول يسعى النظام الإيراني إلى تحقيقه من خلال سياسته الخارجية، فهو يدعم الانشقاق في المحيط العربي لينشئ دولاً متهالكة تدور في فلكه كما حصل في العراق ولبنان وسوريا وينفذ اليوم في اليمن، ويقوم النظام الإيراني بالشيء ذاته من خلال تغذية الصراعات في أذربيجان وأفغانستان ولذلك دعم أرمينيا ضد الأولى وسهل مهمة الاحتلال على الأميركيين في الثانية، ما تريده إيران هو أن يكون كل من حولها ضعيفاً وخاضعاً ولا يهمها أن يرفع علمها على قصر الحكم في هذه الدول.
الركن الثاني هو أساس العلاقات الإيرانية الروسية الأميركية، النظام الإيراني يعرف أن حجمه لا يسمح له بمناطحة القوى الكبرى ولذلك عوضاً عن ذلك يلعب الإيرانيون لعبة خطرة مع روسيا وأميركا، مع الأولى يستغل الإيرانيون معركة النفوذ الاستراتيجي الروسي ليحصلوا على دعم روسيا في الأمم المتحدة والملف النووي والتسليح، بينما يستغلون الهوس الأميركي بتحجيم الدب الروسي والحفاظ على منابع النفط في حماية مصالح إيران في المنطقة وتمرير مشاريعها التخريبية في العراق وسوريا واليمن، وهكذا يضمن الإيرانيون ألا يأتي ذلك اليوم الذي تتفق فيه القوى الكبرى على إيران.
الركن الثالث هو الذي استدعى الخطاب الشيعي المتطرف، فلن تجد إيران أفضل من مركزيتها في الكيان الشيعي عالمياً والذي تشكل مع الدولة الصفوية لإيجاد حالة من المصير المشترك لجموع الإيرانيين والمنتمين للمذهب عالمياً، وها هي إيران اليوم تتلكم بلسان شيعي خالص مكنها من اختراق مكونات كانت حتى وقت قريب مندمجة مع محيطها في العالم الإسلامي، وخطاب المظلمة الشيعية يتناسب مع دعوتها إلى ثورة على الأنظمة – باستثناء نظامها طبعاً.
ليس من السهل استيعاب المنهجية السياسية الإيرانية فهي معقدة ومتشعبة ولكن في الوقت ذاته من المهم عدم التعامل مع إيران بسذاجة، إيران ليست جماعة دينية أو عرقية متطرفة، إيران عبارة عن منظومة سياسية ذات مشروع استراتيجي طويل الأمد، ومواجهتها لا بد أن تكون بنفس أدواتها لا من خلال ردات فعل محدودة، نحن بحاجة لمشروع استراتيجي لكبح جماح الطموح الإيراني.