أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

ارتفاعات إيجارية مجنونة!

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

سامي الريامي

لا نختلف أبداً على أن السوق تعتمد غالباً على العرض والطلب، والأسعار وفقاً لهذه النظرية تتبع الطلب ارتفاعاً عند شدته، وانخفاضاً عندما يقلّ، لكن في الأمور الحياتية المهمة ينبغي ألا تُترك السوق لأصحاب السوق، يفعلون ما يشاؤون فيها، أو بالأحرى في الناس والمستهلكين والمستأجرين، وتتردد الجهات الحكومية في التدخل لتنظيم هذه العلاقة بحجة العرض والطلب!

وما يحدث حالياً في سوق العقارات أمر بحاجة إلى تدخل واضح، وأقصد هنا تحديداً قطاع تأجير العقارات السكنية، وليس البيع، فهناك حالة من الجنون تمر بالمُلاك والمؤجرين وأصحاب المكاتب العقارية لا يمكن تخيل حجمها، فالأسعار تزيد بمعدلات جنونية، والتعامل مع المستأجرين غالباً يتم بصورة سيئة، والجملة الشهيرة الدارجة الآن هي: «عاجبك ادفع، وإذا مش عاجبك اطلع»!

لا يعقل أبداً أن تصل نسبة الزيادات الإيجارية المتتالية في بعض المناطق ـــ منذ عام 2012 ـــ إلى ما بين 50 و70%، لا شك في أن هذا الأمر مرهق جداً لكل شرائح المجتمع، سواء كانوا مواطنين أو وافدين، وهو أمر مربك ومقلق جداً للعائلات، يضعها في ورطة حقيقية بداية كل عام، خصوصاً مع تفنن الملاك في التحايل على القوانين، واستخدام لغة التهديد في العقود الشفهية والمكتوبة، خصوصاً مع انتشار البند الجديد، غير القانوني ولا الأخلاقي، وهو تعهد المستأجر بإخلاء الشقة بعد عام واحد، إن لم يذعن لدفع الزيادة الإيجارية المرتقبة!

هذا الأمر له تأثير سلبي جداً في الاقتصاد، وفي المجتمع، فليس جميع من يعيش هنا هم طبقة تجار وأثرياء يستطيعون شراء أو استئجار الشقق بأسعار مرتفعة، بل إن معظم العاملين هم من الفئة المتوسطة والقليلة الدخل، وعليهم تقوم معظم القطاعات الاقتصادية النشطة في الدولة، فمنهم المهندسون والمدرسون والأطباء والموظفون، ومنهم موظفو البنوك والشركات، وغيرهم كثيرون جداً، يعملون في قطاعات مهمة، ويتقاضون رواتب متوسطة، ولديهم أسر تحتاج إلى مصروفات تحرك بقية القطاعات التجارية، كما أن لهم أبناء يدرسون في مدارس خاصة، لذلك ليس من مصلحة أحد التضييق عليهم وإجبارهم على إرسال عائلاتهم خارج الدولة، لا أحد سيستفيد من ذلك سوى قلة قليلة من ملاك العقارات، في حين ستتضرر من دون شك بقية القطاعات، والأهم ستتضرر بشكل أكبر تركيبة المجتمع الذي سيتحول بعدفترة ليست بعيدة إلى مجتمع ذكوري صرف!

لا يمكن التغاضي عن كل ذلك، وترك الأمر لقانون العرض والطلب، فالمفهوم هنا مختلف، هو ليس عرضاً بل استغلال لحاجة الناس، وطمع، ومبالغة في الأسعار بطريقة غير مقبولة، ولا مبررة، هناك طلب لكنه ليس طلباً اختيارياً، بل هو طلب إجباري لأن كثيراً من المستأجرين يحاولون الهروب من ارتفاع الإيجارات في مناطق معينة فيذهبون إلى مناطق أخرى، لكن فرحتهم لا تدوم لأن هروبهم يترجم فوراً على أنه طلب، وتالياً يرتفع المعروض تلقائياً، وترتفع الأسعار في أقل من عام، ليفاجأ المستأجر بزيادة أكثر من 30 و40% بعد أقل من عام واحد على استقراره في المسكن، ما يلغي كلمة استقرار ويجعلها حلماً يراود الكثيرين!

الزيادات المتتالية في أسعار الإيجارات يجب ألا تُترك هكذا من دون حل أو من دون تدخل، فالسكن والاستقرار من أهم عوامل الإنتاجية، وهما عنصر جذب للكفاءات التي تحتاج إليها الدولة، وعنصر حيوي في تحريك الدورة الاقتصادية كلها بطريقة إيجابية، وفي حالة ترك القطاع بهذه الطريقة من دون تدخل أو تحكم معقول يناسب الجميع، فإن آثاره السلبية ستتفاقم، وستؤثر في جاذبية الدولة وتنافسيتها من دون شك!