أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

درس من التعامل مع علي صالح

الكـاتب : حمد الماجد
تاريخ الخبر: 12-05-2015

كثير من كتب عن المخلوع علي عبد الله صالح وثعلبياته ومكره هو وزبانيته الذين جاسوا خلال الديار اليمنية قتلاً وخرابًا وتدميرًا، تحدثوا عن مساهماته المخزية في تدمير بلاده مثل أي طاغوت مستبد لا يرى لبلاده استقرارًا من دونه، لكنْ قليلون من استقرأوا حالة الطغيان المسكوت عنه بحجة الاستقرار، وهو في الواقع يؤدي إلى الاضطراب والفتن وعدم الاستقرار طال الزمن أو قصر.
مكث الطاغية المستبد علي صالح ثلاثين عامًا أوهم الناس خلالها أنه ضمانة الاستقرار، وفعل مثله مبارك وبن علي والقذافي، وهو في الواقع يحمل في كينونته هو ونظامه عناصر تدمير اليمن، فنهبه لثروات بلاده وتكوينه لجيش مُوالٍ له شخصيًا وليس للوطن جعل الناس تتململ ثم تنفجر في النهاية لتثور عليه وعلى نظامه، ولكن الخطورة في أنظمة المستبدين القمعيين أن الغالبية الساحقة تمقته وتثور عليه لكنها معزولة السلاح مكشوفة الظهر، ولهذا تفشل بعض المحاولات كما جرى في ربيع تيان آن مين الصيني، أو محاولات الشعب الإيراني للثورة على حكم الملالي والتي وئدت في مهدها.
الطاغية المستبد الفاسد يستعد للحظة الثورة عليه منذ اليوم الأول لاستيلائه على السلطة، ولهذا رأينا المخلوع علي صالح كيف يصارع قوة عاصفة الحزم وكأنه رئيس دولة حقيقي وليس رئيسًا مخلوعًا من المفروض ألا يملك من الأمر شيئًا، فقد أسس جيشًا متصلاً به فقط وانفض جيش علي صالح عن شعبه وتعلق بسيده، كما أسس هذا المستبد ترسانة أسلحة لشخصه وليس لبلاده، نثرها على كامل التراب اليمني، ولديه ميزانية كبيرة يدعم بها قواته العسكرية، وميزانية أخرى من سرقاته وما تلقاه من دعم إقليمي يشتري بها الولاءات القبلية.
إن الدرس المستفاد والتقليدي والشائع من تجربة المخلوع علي عبد الله صالح وقبله الزعامات العربية التي خلعتها الثورات العربية، بن علي ومبارك والقذافي، أو الذين تجري عملية خلعهم كالطاغية الدموي بشار، هو أن ثمن الثورات باهظ جدًا، بل مدمر، فلا يصح الإقدام على الثورات ولا تهييجها ولا تعبيد الطريق إليها، هذا صحيح ويفرضه الشرع والعقل والمنطق، لكن الدرس الآخر والأخطر والأهم وهو الذي تتصدد عنه بعض الحكومات العربية، وهو بالضبط ما أشرنا إليه آنفًا عن المخلوع صالح، أن التعويل على القمعيين المستبدين أو «إعادة تصنيعهم» بحجة الاستقرار هو بمثابة تصنيع «علي صالح» آخر تغريه المساعدات ويبتسم للجميع وقت الرخاء وتوقيع الشيكات، لكنه يحمل في كينونته بذور ثورة شعبه عليه حتى لو امتد عمر سلطته وتسلطه عشرات السنين، ومستعد بكل سهولة أن يعض اليد التي وقعت على شيكات دعمه والوقوف ضد الدول المانحة ومصالحها العليا، بل ومساندة أي عمل حربي ضدها، فلا دولة دستورية ولا برلمان مستقلا قادر على كبح نزواته الشخصية تمامًا مثلما يحصل الآن لعلي صالح وحصل لصدام حسين مع دول الخليج، وربما تكرر مع غيرهما، هذا علاوة على أن المستبد القمعي لا يرجى من ورائه تنمية ولا رخاء ولا ازدهار، فليس للمستبد هم إلا توطيد حكمه بقمع الحريات وتكثير المعتقلات وتكميم الأفواه كما فعل القذافي وعبد الناصر وصالح وبن علي.