أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

آخر أخبار الناس والمدينة!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان

تبدو التفاصيل الواردة في ذاك الكتاب صغيرة، غير مهمة، وربما تافهة - يقول أحدهم، لكنه الأكثر استقطاباً للناس، لماذا؟ باختصار لأن الناس، معظمهم على الأقل، يحبون التفاصيل، يتلصصون على شؤون بعضهم بعضاً بكل الوسائل، تلك طبيعة في أغلب الناس، وبناء على هذه الطبيعة، ابتكرت جلسات النميمة وصحافة النميمة والفضائح، ونشط مصورو الباباراتزي الذين طاردوا المشاهير والنجوم من أهل الفن والرياضة والسياسة، حتى دفع البعض حياتهم ثمناً لهذه المطاردات المتلصصة، تماماً كما حدث مع الأميرة ديانا حين طاردها مصورو الباباراتزي صيف عام 1997 تلصصاً على علاقاتها وحياتها الخاصة، لتنتهي قتيلة في أحد الأنفاق المظلمة، وليقتات العالم فيما بعد سنوات على أسرارها الخاصة!!
يبدو من الممكن أن نصف الإنسان بأنه كائن اجتماعي كما قال ابن خلدون، ثم نضيف عليه أنه متلصص أيضاً، ومن سيقوم محتجاً على هذا الوصف ليتأمل ماذا يفعل معظم الناس، وفيم يتحدثون ويثرثرون حين يلتقون أو يجتمعون أو يتناولون قهوتهم وطعام فطورهم أو غدائهم وعشائهم في المطاعم الفخمة والمراكز التجارية، وحتى في جلساتهم الخاصة في بيوتهم؟ إنهم يتسقطون أخبار بعضهم بعضاً، أخبار المدير والسكرتيرة، أخبار الوزارة والشركة، أخبار العلاقة التي لوحظت تنمو بشكل لافت في الآونة الأخيرة بين فلان المعروف جداً وفلانة التي تظن أن لا أحد يرى أو يسمع شيئاً، فتسترسل في حركاتها المكشوفة دون انتباه، دون أن ينسوا أخبار الفن والفنانين، وطلاق تلك وزواج ذاك، والخلاف الذي فاحت رائحته ووصلت المحاكم بسبب الأبناء أو تقاسم الثروة أو الخيانة أو ضرب الشغالة أو ....

الإنسان كائن يجتمع مع غيره ليثرثر، ليعرف، ليكون في صورة ما يجري، ليقاوم الوحدة والكآبة، ليضيع الوقت الذي حين يسأل عن أمر لماذا لم يقم به أجاب بأريحية تامة وثقة: «لا وقت لدي، الوقت يمر سريعاً بشكل لا يصدق»! بينما كان هذا الوقت نفسه، الذي يمر كالبرق كما يقول، يهدر على إحدى طاولات ذاك المقهى المعروف في المدينة في الحديث عن (آخر الأخبار)! فكلما تقابل اثنان في أيامنا هذه يكون السؤال الأول حتماً (ا هي آخر الأخبر)! لكن ليست أخبار انتخابات مصر حتماً ولا تردي الأوضاع في أوكرانيا وسوريا، ولا أخبار الأولاد أو آخر كتاب أو فيلم، لكن آخر أخبار المدينة، والمجالس والناس، ولهذا يحرص البعض على أن يحيط علماً بهذه الأخبار لأنه يعتبرها مصدر قوة له إذا جلس في أي مكان، المعلومات ثروة والثروة قوة بالفعل!

الغريب أن قليلاً من الوقت يقضيه هذا الإنسان في الحديث عن نفسه، وعن الآخر الذي يشاركه أو الآخرين الذين يشاركونه الجلسة أو اللقاء، فتنعقد الجلسة وتدور الأحاديث ويذهب شجوناً هنا وهناك، وفي كل مسارب المدينة وأحيائها وأزقتها، لكنه لا يقترب عادة من شركاء الجلسة، تنظر إليهم فلا تجدهم ينظرون في عيون بعضهم بعضاً، لا يقتربون، إلا نادراً، من بعضهم بعضاً، من حيوات بعضهم ومن مشاكلهم وهمومهم ورغباتهم ومشاعرهم، يتجنبون ذلك بالحفر في آخر أخبار الناس والمدينة ليتسلوا، وليقضوا وقتاً ضاحكاً، وليبتعدوا عن كل ما يعكر دواخلهم، وأولاً ليبتعدوا عن أنفسهم، إنهم لا يستشفون بالكلام عن ما بهم، ولكن بالتلصص على الآخرين، ليس كلهم طبعاً ولكن معظمهم على الأقل!