أحدث الأخبار
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد

«أنا أكره تشيكو.. !»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-07-2015


مازلت أذكر شعوري بالغثيان كلما أخذني والدي، رحمه الله، إلى منزل أبو «تشيكو»، أكره كل شيء في ذلك الطفل، الذي لم يكن طفلاً مثلي! كانت رائحته دائماً زكية، كأنه يتعطر بشامبو «جونسون آند جونسون»، ملابسه نظيفة دائماً، والأدهى والأمرّ أنه كان يتحدث بإنجليزية عجيبة ومنمقة، تجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب، ولم يكن مثلنا يقول I go كان يقول I went، ولن أنسى ما حييت نظرة أبي إليه وهو يناديه «أونكل»! عساه أنكلك الكسر قل آمين! «أونكل» هو آخر وصف يمكنك إطلاقه على أبي! كان يمكن أن يكون كل شيء في الدنيا إلا أن يكون «أونكل» لطفل رقيع مثلك.


لا أحتاج إلى تعاطفكم، معقد آخر في هذا الوطن!


* * *


هذه الإحصائية المقبلة ليست رسمية، لكنها صحيحة جداً، في رمضان هذا عزمني نحو عشرة من الأصدقاء، سبعة منهم لم يكن أبناؤهم يتحدثون العربية إطلاقاً، كانوا مثل «تشيكو»، عليه من الله ما يستحق تماماً، يتحدث إلى والده بالإنجليزية، وأصدقائي الذين أتحدث عنهم عرب بالطبع، بل قبيليون حتى آخر شفرة DNA، وحين يحس الوالد بنظراتي التي تكاد تلتهم ابنه غيظاً، يلكزه لكي يتحدث بالعربية، وليته ما فعل، فتخرج مشوّهة سخيفة، هلا عاامي، كيف هالااك، هيااك الله، أرد عليه بأسلوبه نفسه: مرهباا السااء، والله اللي خلاااف ما مااات،


أبوك لا بو حت الي يفطر عدكم!


جميع الآباء يتحدثون حول الفكرة نفسها ولديهم المبررات نفسها، لا أريد أن يعاني ابني الإنجليزية، ويخاف، كما كنا وكما أصبحت مادة «العنقليزي» عقدتنا، منهم من يرى أن الوظائف العليا لا تفتح إلا لمن يرطن بلغة لا تشوبها شائبة، منهم الكسول الذي ترك ابنه للبشكارة لكي يصبح لديه وقت، ويتمكن من إعطاء دورات في اللغة العربية للطلاب الحاصلين على دور ثانٍ، المبررات تتشابه، لكن الحجة واهية، فإتقان لغات عدة لم يعد أمراً غريباً في العالم «المُعولم» اليوم، والإنجليزية لغة مهمة، بل هي الأهم، ولكن اكتسابها من كل مكان، وفي كل مكان ممكن، أما العربية فإن لم تكتسب من أفواه قائليها فما الذي سيعوضها؟!


سيكبر ابنك وسيحصل على أفضل الوظائف والمناصب، كما كنت تحلم له أن يكون، ولكنه لن يتذوق شعراً، ولن يفهم تاريخاً، ولن يخشع لآية، فهل هذا ما تريده له فعلاً؟!


بالمناسبة بعد ثلاثين عاماً سألت عن اسم «مرحوم» الوالدين «تشيكو» الحقيقي، واتضح أنه «عبدالجبار»!