أحدث الأخبار
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . اعتقال رئيس بلدية معارض آخر في تركيا... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد
  • 10:59 . دمشق تجدّد رفضها للفيدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش... المزيد
  • 10:57 . محمد بن راشد يطلق منظومة الأداء الحكومي الاستباقي عبر الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:55 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره... المزيد
  • 10:54 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة... المزيد
  • 01:12 . غرق سفينة جديدة بالبحر الأحمر نتيجة هجوم للحوثيين... المزيد
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد

رياح التغيير في المنطقة

الكـاتب : محمد خلفان الصوافي
تاريخ الخبر: 19-08-2015


لطالما دفعت منطقة الشرق الأوسط، لا سيما العرب، ثمن جغرافيتها السياسية «الجيوبوليتيكية» المهمة في الاستراتيجية الدولية على مر التاريخ لمصلحة الدول الكبرى. وغالباً يكون ما يحدث في المنطقة خلاصة لما يتم في السياسة الدولية وأحياناً (للأسف الشديد) بين الدول الإقليمية. وربما يكون في هذا تفسير لبعض ما يتم في المنطقة حالياً.

هناك حالة من عدم الفهم واضحة في أوساط المراقبين لمجموعة من التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط عموماً، التي ظهرت بعد الاتفاق النووي بين الغرب وإيران. على سبيل المثال: لقاء وزيري خارجية كل من الولايات المتحدة جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في الدوحة، مؤخراً. وهناك زيارة وزير خارجية نظام بشار الأسد لسلطنة عُمان، الدولة التي ظهرت في أكثر من موقف باعتبارها وسيطاً موثوقاً به من الغرب لقضايا المنطقة. كما أن هناك جولات مكوكية لكل من وزيري خارجية إيران محمد ظريف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير لدول المنطقة والعالم.

والشيء المتفق عليه أن الأمر لا يخلو من رغبة الولايات المتحدة وروسيا في «لمِّ» أزمات المنطقة ومشاكلها التي بدأت تهدد السلم والاستقرار العالمي، وتؤثر في مصالحهما. وبالنسبة إلى روسيا هناك منطقة آسيا الوسطى المجاورة لها التي يشتهر بعضها بأنه يصدر المتشددين المسلمين، وفي مقابل ذلك هناك إشارات ولو ضئيلة بأن يقابَل التجاوب الأميركي مع القلق الروسي بتنازلات سياسية روسية في أوكرانيا، الأمر الذي يذكرنا بصفقة جورجيا مقابل العراق في 2008.

وقد يبدو لنا أن التحركات الدبلوماسية تسير في اتجاهات مختلفة، بل متناقضة أحياناً، وهذا ما يسبب ارتباكاً وغموضاً لدى المراقبين، ولكن الشيء الواضح أن هناك حالة من «التفاؤل السياسي» والحماس من أجل إيجاد حلول لـ«الملفات المفتوحة» في المنطقة ولو لوقت محدود كي لا تتمدد آثارها الأمنية لتطال الغرب. كما يبدو لنا أيضاً، أننا نعيش لحظة نادرة في تاريخ منطقتنا قلما تتكرر، وهي لحظة تعاون دولي وإقليمي من أجل السيطرة على الوضع المنفلت أمنياً. والتخوف هنا أن تنتج عن هذا التعاون «إعادة تشكيل» المنطقة بشكل جديد لا يتناسب والمصالح العربية، كما اعتدنا!

لو حاولنا أن نلخص ما يتم، فإنه يمكننا أن نوجزه في نقطتين، النقطة الأولى: أن الدول الكبرى انتبهت إلى أنها أساءت التصرف حين تركت الأمور الأمنية «الفوضى» تتطور في المنطقة بالشكل الذي نمت معه أزمات تهدد الغرب مثل الإرهاب والمهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى الدول الغربية مع ما يحملون من مشاكل هي من صميم «الشرق الكبير»، فباتوا يفكرون في استقرار هذه الدول باعتبارها جهات أساسية ومهمة في السيطرة على الأوضاع فيها.

النقطة الثانية: إن التدخل الدولي في ترتيب أوضاع المنطقة هو جزء من «عرف» المنطقة، بل إن تعاون القوى الدولية المتنافسة من أجل السيطرة على انفلات الأوضاع الأمنية معروف على مر التاريخ، لأن البديل هو التدهور في التعامل مع أزمات المنطقة الذي يعني تعميق الكوارث الإنسانية التي ستؤثر آلياً في الدول الغربية عموماً.

إذا كان العرف الدولي يقر بتعاون «الخصوم» من أجل تحقيق بعض الأهداف التي قد تمثل تهديداً لمصالحها، فإن مخاطر تفاقم القوى الإرهابية والمتطرفة هي التي دفعت بالقوى الدولية والإقليمية للتفكير من أجل التعاون في تقليل فرص تدهور الوضع في الشرق الأوسط، المنطقة المهمة في الاستراتيجية الدولية. وإذا كان العالم يشعر بالقلق من حالة انتشار الإرهاب واستمراره طويلاً، فعلينا ألا نستغرب من أي تقاربات سياسية كانت تبدو لنا حتى وقت قريب غير ممكنة أو مستحيلة الحدوث، فكل شيء في السياسة جائز! كما أن علينا ألا نستغرب من إجبار الدول الكبرى لحلفائها الإقليميين على التنسيق والتعاون، بل إن التضحية ببعض الحلفاء مثل النظام السوري (كما تفعل روسيا وإيران حالياً) هو جزء من تفاعلات السياسة الدولية.

وفي ظل كل هذا يبقى أمل الإنسان العربي أن ينشأ تحالف بين العرب من أجل ألا تكون منطقتهم «ساحة تنافس» دائم للقوى الدولية، وأحياناً للقوى الإقليمية، بل أن يكون هذا التحالف قادراً على حماية مصالحهم والدفاع عنها.