أحدث الأخبار
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد

إنها الصورة!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-08-2015


في علاقتنا مع الإعلام والمعلومة، نحن محكومون بالصورة أكثر من الخبر في أحيان كثيرة، لقد أصبحت الصورة أكثر سطوة وتأثيراً، وأبلغ في إيصال الرسالة، لأنها تتمتع بخصائص كثيرة جاذبة تجعلها حين تعرض أمامنا تشبه تماماً انطلاق الرصاصة إلى اللحم مباشرة، فتصيب عمق الروح وهناك تستقر، تلغي الصورة كل قدرات الممانعة والمنطق من عقل المتفرج، كما تسلبه رغبة الجدل والمناقشة، إنها تسرقك إلى الهدف الذي أراد مرسلها إيصاله لك فلا تستطيع سوى أن تصدق ما تقدمه لك، علاقتنا بالصورة حميمية منذ زمن الطفولة، حين كنا نقف بفرح لنلتقط الصور بالأبيض والأسود مع زملاء المدرسة، وفي ذلك الاستديو الغامض ذي الكاميرا الواقفة والمظلة البيضاء وبعض لوازم التنكر!! وحين صارت الصور فورية أصابتنا صدمة الدهشة، أما حين أصبحت ملونة فلم تسع الدنيا فرحتنا!!

هناك صور حكمت ذاكرة كل الناس لعقود طويلة ولا تزال تسيطر على أجيال اليوم، لقد أسست تلك الصور لأصحابها حالة من الرمزية، فتحولوا إلى أساطير تتحرك معنا على قمصاننا وجدران غرف النوم ودفاتر المدرسة، أصبحت تلك الصور تاريخاً لأصحابها ولفترة من عمر البشرية حفظتها تلك الصور حتى اليوم وحتى ما بعد الغد، ذلك ما يمكن تسميته ثقافة الصورة، لنستعيد الآن الصورة الشهيرة لـ «تشي جيفارا» ولنجمة الإغراء «مارلين مونرو» والصورة الحالمة للأميرة البريطانية ديانا، وصورة الممثل الأميركي الوسيم التي لازمت نوعاً معيناً من السجائر، على الرغم من كل التحذيرات المصاحبة عن الأمراض التي يسببها التدخين، هذه الصور تحولت في النهاية إلى تاريخ، ورموز ثقافية، وإلى تجارة حقيقية بيد الشركات الكبرى تدر الملايين، كما تؤسس لامبراطورية من المعجبين لا تغيب عنها الشمس!


الصورة اليوم تختصر الخبر والحدث والواقعة، وكما ظهر شعر الومضة والقصة القصيرة جداً، فإن الصورة هي ومشة الإعلام اليوم، يتم توظيفها والتلاعب بها وتزويرها كي تتحول إلى رصاصة تذهب مباشرة لنسيج الدماغ فتفتت قناعاته! ولذلك فتنظيم إرهابي مثل «داعش» مثلاً لا يتخلى أبداً عن سياسة الصورة المرعبة، إنه يعتمدها كاستراتيجية تأثير مؤكدة في نفوس وقلوب كل من يشاهد صور وفيديوهات الذبح والأسر وبيع السبايا واحتلال المدن وغيرها، لقد انتصر «داعش» في جزء من مشواره بواسطة رعب الصورة!

الصورة اليوم تحتل الإعلام وتحتل العقل، وتحتلنا، تحتل الحقيقة لصالح الزيف والكذب، وتحتل العقل لصالح الرعب والفساد والفاسدين، كما كانت الصورة تحتل الذاكرة لصالح الحنين للعمر الذي نظنه كان أجمل وأحلى وأكثر وفاء، لنظل محكومين لصور طفولتنا وشبابنا أكثر من صور الحاضر، صور اليوم نتباهى بها لأنها تثبت بقاءنا وقوتنا، أما صور الأمس فنحبها ونتباهى بها، لأنها تظهرنا أجمل وأكثر شباباً، وحتى ابتساماتنا أجمل وعيوننا أكثر لمعاناً!