أحدث الأخبار
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد

نصر أم نصف نصر باليمن؟

الكـاتب : طلعت رميح
تاريخ الخبر: 29-08-2015


ظل الحوثيون متمادين في غيهم، ولم يستجيبوا مُجدداً للمبادرة التي طرحها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإذ لا يبدو موقف الحوثيين مستندا إلا على بقايا معالم قوة تفل يوما بعد يوم – مع قدر من الغطرسة التي أسسوا سلوكهم السياسي عليها- إذ مسرح العمليات يتحدث دوما عن هزائم مؤلمة لهم، فواقع الحال أن ما جرى ويجري في الآونة الأخيرة على أرض اليمن، ليس إلا نمطا من أنماط الحرب النفسية، سواء من قبل السلطة الشرعية أو من قبل الحوثيين.


فالرئيس عبد ربه منصور هادي، كان يدرك حين طرح مبادرته أن الخصم لن يقبلها – وإن قبلها شكليا فهو سيواصل القتال- لكنه أراد رمي الكرة في ملعبهم واختبار تأثير الهزائم على تقديراتهم العسكرية والسياسية، كما أراد أن يبدو –هو- في موقع المفاوض- المنتصر.


والحوثيون كانوا يعلمون أن خصمهم إذ طرح مبادرته، فقد كان يستهدف جني ثمار نصر قوات الشرعية نفسيا وسياسيا في محافظات الجنوب، وأن طبيعة الاشتباك الجاري في مرحلته الراهنة لا تسمح لا لهم ولا للرئيس هادي بفرض شروط تسوية يقبلها كلا الطرفين.


انتهى الأمر إذن إلى استمرار القتال، غير أن ما استمر أكثر وصار لافتا، هو الحرب النفسية وأعمال الخداع والتمويه، في معركة يكاد كل طرف، أن يعرف كيف يفكر الطرف الآخر، إذ هي ليست الحرب الأولى التي تجري على أرض اليمن، بل هي الحرب السابعة التي تجري هناك منذ ظهور الحوثيين وحتى الآن.


وأحد ملامح الحرب النفسية والخداع والتمويه، هو ما يجري الآن بشأن صنعاء وبشأن مأرب وحول دخول قوات يمنية في طريقها لمأرب، وعن القيام بأعمال إنزال على ميناء المخا قرب تعز، وذلك كله من قبل قوات الشرعية والتحالف، فيما أن الحوثيين يمارسون حربا نفسية وأعمال خداع وتمويه، سواء بتركيز القصف على المدنيين في تعز للرد على احتفال مواطنيها بالنصر، أو بنشر الأخبار حول عدم دعم التحالف للمقاومة في هذه المدينة المنكوبة بسبب قيادة حزب الإصلاح للمقاومة هناك، أو بالتركيز على قصف الحدود السعودية لإظهار استمرار قدرتهم على القتال في كل الجبهات..إلخ.


ووسط كل ما يجري، يبدو ضروريا العودة إلى الأصل، إذ ما ينبغي التركيز عليه هو أن نصر الشرعية لا بديل عن أن يكون تاما وشاملا، وأنه لا إمكانية للتوقف عند حالة نصف النصر، الذي عنوانه الدخول الآن في أعمال تفاوضية للوصول إلى تسوية سياسية. والأصل هو إن كان في اليمن ثورة، وإن عدم الحسم تجاه الرئيس السابق ومن لا يؤمن إلا بالعمل المسلح لفرض إرادته على الوطن كاملا، هو ما أدى إلى انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية، ولذا فإن أي نصف نصر للمرة الثانية، ليس إلا فرصة للحوثيين وصالح لإعادة تجديد الأزمة.


وبطبيعة الحال فالمفاوضات هي ترجمة للأوضاع على الأرض، وإن خرج الحوثيون وصالح بنصف نصر أو حتى أدنى من ذلك، فالكل يعلم أن هناك من يجلس في طهران جاهزا لتعويض الخسائر، وهو الآن في وضع أفضل ماليا وسياسيا، وسيكون الحال وكأننا نعطيه الأوراق مجددا ليعيد ترتيبها.


لو كانت المعركة داخلية، لكان ممكنا الحديث عن التفاوض وعدم النظر للأمور بمنطق النصر أو الهزيمة، غير أن المعركة الحقيقية هي مع طرف خارجي – وذلك ما أفشل كل المفاوضات الطويلة السابقة- وإما أن ينتهي دوره عبر إنهاء الظاهرة العسكرية التي أسسها واعتمد عليها في إدارة الصراع، وإما نعيد منحه الفرصة لتكرار الحرب، وساعتها يعلم الله وحده طبيعة وظروف الأوضاع الإقليمية.


نصف النصر في معركة اليمن، يعني الهزيمة، والمعركة الحقيقية هي معركة الثورة التي أتت بالشرعية، لا معركة الشرعية ذاتها، فالأصل هو الثورة وليست الشرعية إلا نتاجا عنها.


والنصر لا يكتمل إلا بإنهاء الظاهرة العسكرية للحوثيين وتقديم القتلة والمجرمين إلى محاكم جرائم حرب، سواء كانوا من الحوثيين أو من العسكريين الذين التحقوا بصالح في الانقلاب على شرعية الثورة، بل النصر لا يكتمل إلا بإثبات تورط إيران وملاحقتها قضائيا على الصعيد الدولي ومطالبتها بدفع تعويضات عن الخراب الذي حل باليمن.