أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

صدمة البلاء ونعمة الشهداء

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 13-09-2015


تمر دولة الإمارات العربية المتحدة بمرحلة حرجة من تاريخ مجدها، حرب التحقنا بركبها، دفاعاً عن المظلوم، وتلبيةً لنداء الأشقاء، وكي نؤمِّن لأنفسنا وأجيال المستقبل نعمة البقاء، وكان لازماً لاستقرار الوطن واستمرار الرخاء من دماء تُسال قرابين نزفها لجنَّة عرضها الأرض والسماء، وما أشدها من لحظة تلك التي مرت بها أسر الشهداء، وهل هناك أشد من خطب أسماها ربنا سبحانه مصيبة، وأخطر مرحلة من مراحل مصيبة الموت هي تلقي الأنباء، فبعض الناس لا يعترف بفقده لمن أحب من الأبناء أو الآباء، ويعيش أصعب مرحلة، وهي قبول حقيقة تتمثل في أن من أحب ليس له وجود من جديد في قائمة البقاء.

لا شك أنها مرحلة طرحت الكثير من التساؤلات عند كثير من الناس وأهمهم كانت أسر الشهداء، هذا الأمر صحيح، لكن ليس في دولة العطاء والتضحية والفداء دولة الإمارات. فما أروعها من كلمات سطّرها أهل الشهداء، «كلنا فدا الإمارات». مرحلة من الصعب أن أجد لها تفسيراً في كتب التربية وعلم النفس. حب أهل الإمارات لوطنهم فاق كل التوقعات، الكل يعلم العلاقة المتميزة بين الإماراتي ووطنه، والجميع يشهد بجودة الحياة في وطننا، وروعة التناغم بيننا وبين قيادتنا، وقد راهن البعض أنه حب الرخاء، لكن اختبار الشهداء أفشل كيد الخبثاء، فعلاقة الإماراتي بوطنه وقيادته متميزة في الرخاء، لكنها أكبر من أن توصف عند المحن والبلاء.

زيارات أصحاب السمو لأسر الشهداء أجمل من أن توصف بكلمات، لكنها كانت الورقة الرابحة التي حولت خيام العزاء إلى مراكز مجد وفخر وأنفة وإباء. وكما هي عادة قيادة وطننا المعطاء، تم الإعلان عن مبادرات لا أستطيع حصرها من أجل حياة أفضل لأسر الشهداء تهون عليهم مصابهم، وتجعلهم يمضون بصورة إيجابية في حياتهم، بعد أن تطوى خيام العزاء. ولعلي هنا أسجل نقاطاً أوصي بها كل من مر ببلاء.

أولها أن تتخيل من فقدت في أحسن حال، وهو خالد عند ربه مع الشهداء والأنبياء «أحياء عند ربهم يرزقون»، وما أكرمها من حياة أجاد من قال:

جاورت أصحابي، وجوار ربه، شتان بين جواره وجواري.

نعم نحن فقدنا من نحب مادياً لكنهم معنا معنوياً، وهم في أفضل حال، ينتظرون قدوم الأهل والأحباء، كي يشفعوا لهم عند ربهم.

الأمر الثاني هو الاستعانة بالصبر والصلاة، كما أمر الله تعالى المؤمنين في كتابه العظيم، وأن نكرر «إنا لله وإنا إليه راجعون». هذه الأمور القولية والفعلية توصلك إلى مرحلة من الرضى تهون عليك كل مصاب، فنحن كمؤمنين نسلم للقضاء والقدر مجريات الأمور، لأن الله تعالى يختار لعباده ما هو أفضل لهم، وإنْ بدا لهم غير ذلك.

أسر الشهداء بحاجة إلى تواصل مع الناس، فمن أخطر مراحل قبول الحزن الانطواء والانعزال عن الحياة، وهذا واجب الأقارب والأحباء، افسحوا لهم في وقتكم وأنصتوا لهم فمما يخفف الحزن، هو الحديث عن كل ما يجول في الخاطر من حوار خفي قد لا تسمح ظروف العزاء بسرده أو التلفظ بمثله، وهنا أجد من الضروري التعبير عن الحزن، بالكلام مرة أو الدمع في أوقات أخرى، فالدموع لغة تهُوّن على الفؤاد أزمة المِحنة.

نحن أمة سطر شهداؤها بدمائهم فصول العزة، لكن الفصل الثاني كان من إمضاء الجرحى، فلسان حالهم وقد رأوْا أقرانهم يزفون إلى جنان ربهم، يقول: يا ليتنا كنّا معهم. كلمات لا يقولها إلا من أنار له ربه قلبه بإيمان خرق به قواعد الطبيعة كي يتجلى ويرى ما أعده الله للشهداء. الإمارات وبقيادتها الرشيدة الأبوية جعلت العالم يفهم لغزاً اسمه وسام الشهداء ونعمة البقاء.