أحدث الأخبار
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد

«عاشت روسيا الأسد»!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 29-10-2015


تَلفظ سوريا الأسد أنفاسها الأخيرة، فيما تتسابق الدول الكبرى لتقديم أفضل سيناريو ممكن لدفن الجثة في جنازة شكلية لــ «سوريا الأسد»، التي تأسست عام 1971 على يد الرئيس السوري حافظ الأسد، إثر انقلابه على رئيس الجمهورية آنذاك نور الدين الأتاسي فيما عُرف بالحركة التصحيحية، ليبدأ الحكم العسكري الديكتاتوري تحت شعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة».
لم تعد الأمة العربية واحدة.. ولم تَعد رسالتها خالدة.. وأصبحت «سوريا الأسد» هي سوريا الجثة العفنة، التي ينشغل اليوم الأميركيون والبريطانيون والإيرانيون بدفنها على عمق كافٍ في قبر غويط، لن يتمكن حتى التاريخ من نبشه، كي لا تفوح رائحة القَتلة، وكي لا تعرف الأجيال المقبلة حقيقة ما كان يدور من مجازر، بين حاكم مستبد أحرق البلاد والعباد تحت ذريعة القضاء على «حفنة من الإرهابيين»، وبين مقاتلين هبّوا لنصرة إخوانهم في سوريا ولم يوجهّوا بنادقهم يوماً إلى إسرائيل.
كل الأطراف متورطة في التنكيل بجثة سوريا اليوم. لا يُمكن لأحد الادعاء بأنه بريء من الجريمة، فالقتل برّر القتل، والعنف اتخِذ ذريعةً لتبرير الوحشية. هي حلقةٌ مفرغة يدور بها المجرمون، وساحة المعركة وحدها تُحدد شروط التفاوض بين دول ستحمل النعش إلى مثواه الأخير. نعشٌ مصنوعٌ من خشب روسي، ومَن أَشهر مِن روسيا في تصدير الألواح الخشبية؟!
الخلاف اليوم ليس على قرار دفن «سوريا الأسد»، ولكن على طبيعة الخشب الذي سيُصنع منه النعش، فهل سيختار المتفاوضون في فيينا خشب الصفصاف الروسي بنوعيه الأبيض والأصفر، والذي يُستخدم في البناء والقوالب الجاهزة، وهنا أرمز إلى حكومة انتقالية محايدة لا يرأسها أسودٌ ولا نعاج، في عملية سياسية انتقالية معلبة، يُصار فيها إلى انتخاب رئيس جديد هش كما حصل في دول الربيع العربي.
أم سيتم اختيار خشب الصفصاف الروسي الخفيف وهو الذي يميل إلى اللون الأبيض، والمستخدم عموماً في أعمال النوافذ، حيث سيتم فتح نافذة على إسرائيل، كما فتحت النوافذ الإيرانية على الشيطان الأكبر بزواج نووي.
أو ربما سيختار المتفاوضون خشب الزان، وهو خشبٌ أحمر يُعتبر من أقسى الأخشاب الروسية تقريباً، وهو غالي الثمن قياساً إلى غيره من الأخشاب، وهنا أرمز إلى الشعب السوري، حيث يُعطى الخيار إلى أهالي الشهداء، وإلى اليتامى، والموجوعين، والمرضى، والمناضلين، ليختاروا مصيرهم، وليبنوا على أسس قاسية وطناً جريحاً لونه أحمر من لون دمائهم.
كواحدةً من ملايين مواطني الدول العربية، صراحةً، لم يعد يعنينا التحول في موقف الولايات المتحدة، ودعوة إيران للمشاركة في المفاوضات، والتبدل في الموقف الأميركي الذي كان معارضا وبشدة لهذه الدعوة نفسها منذ عامين، حين أطلقها آنذاك الأمين العام للأمم المتحدة. ثم ألغاها على عجل بطلب من البيت الأبيض وبريطانيا.
ولم يعد يعنينا ما تتحدثون عنه من «اختراق دبلوماسي» لصراع مستمر منذ أربع سنوات، قُتل فيه ما لا يقل عن 250 ألف ضحية، ولم نعد نهتم في شكل الجنازة وفي خشب النعش، وسؤالنا لكم.
سوريا الأسد ستدفن إلى غير رجعة في مزابل التاريخ.
ولكن هل ستحل محلها «روسيا الأسد»؟ وهل سيهتف الهاتفون «عاشت روسيا الأسد»؟!
إذا كان الجواب نعم.. فلا قول لنا سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في أمة قلبها لا يخشع وعينها لم تعد تدمع!