أحدث الأخبار
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد

تزوير التاريخ

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-10-2015


خيراً فعل المؤرخون العرب عندما ردوا على جنون نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وادعاءاته الكاذبة بخصوص قوله في خطابه أمام المؤتمر الصهيوني، إن هتلر لم يكن يريد إبادة اليهود، بل كان يريد طردهم، وأن الحاج أمين الحسيني مفتي الديار الفلسطينية، ذهب لهتلر وقال له، حسب زعم نتنياهو: إذا طردتهم سيجيئون كلهم إلى فلسطين، فسأله هتلر: إذن ماذا أفعل بهم؟ فرد عليه المفتي: أحرقهم!

لكن شيخ المؤرخين المصريين الدكتور عادل غنيم، فند مثل هذا الادعاء الواهي وقال: «إنه ليس صحيحاً أن الحسيني نصح النازيين بارتكاب المحرقة ضد اليهود، كما أن نتنياهو لا يستطيع إثبات ادعاءاته تلك أو التقدم بوثائق تعززها، كاشفاً بصورة واضحة أن كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي مختلق، والهدف منه إثارة الرأي العام العالمي ضد العرب، مؤكداً أنه «لا توجد وثائق ألمانية أو عربية تم نشرها عن مباحثات هتلر والحسيني»، وأن وثائق المؤرخين الإسرائيليين الجدد لا تتناول هذا الأمر المختلق.

المؤرخ الفلسطيني عبدالقادر ياسين فنّد هو الآخر الطروحات الصهيونية بوضعها تحت مجهر الفحص والتحليل، حيث قال إن نتنياهو يرى أن هذا التوقيت موات لتبرئة النازية، شريك الصهيونية في أمور كثيرة، وتحميل المسؤولية للشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية عن إبادة اليهود في ألمانيا، محذراً من أن مثل هذا التصريح يفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجهز الميدان لمذابح جديدة ضد العرب الفلسطينيين تحت غطاء الثأر من مذابح الهولوكوست النازية.

هناك أيضاً آلاف الدراسات والرسائل العلمية الأكاديمية التي كتبت حول هذا الموضوع والتي تثبت كذب مثل هذه الادعاءات المخادعة.

لقد كان من المهم جداً الرد على هذه الأكاذيب، لأن عدم الرد عليها قد يحولها مع مرور الزمن إلى حقيقة راسخة في الوعي الجمعي للرأي العالمي، خاصة وأن الصهيونية أدمنت حالة الكذب وتزوير التاريخ.

ولأنها كذبة خطيرة، فقد حاول من خلالها نتنياهو، والذي يفعل تقريباً مثل ما فعله النازي هتلر، التغطية على جرائمه، فالكيان الذي يرأسه قائم على أرض عربية، وينتهك حقوق شعبها ويسرق مواردها.. كما حاول تبرئة أستاذه في فن الإبادة «هتلر» من تهمة الهولوكوست، والذي اعتمدته إسرائيل كاستراتيجية لضمان وجودها في المنطقة العربية ولتمرير ممارساتها الاستعمارية في أرض فلسطين المحتلة، وجعلته في الوقت ذاته وسيلة لابتزاز العالم وديانة لها أسرار كثيرة ووسائل عديدة كلها تم توظيفها لخدمة الأهداف الصهيونية في المنطقة. لذلك كان مفهوماً أن يلصق نتنياهو مثل هذه التهمة بالعرب، وهي ليست المرة الأولى التي يفعلها، ففي عام 2012 اعتبر أن الحاج أمين الحسيني هو أحد المهندسين الرواد لإبادة اليهود، وتبعه بعض المؤرخين الصهاينة الذين أدمنوا الكذب والتضليل والتزوير.

نتنياهو يعتقد أنه بمثل هذه الادعاءات والأكاذيب يستطيع اللعب بالتاريخ وتغيير حقائقه وتطويع أحداثه، خدمة للأهداف الصهيونية الساعية في النهاية إلى التمدد والتوسع الاستعماري وأخذ المزيد من الأراضي العربية وإبادة الشعب الفلسطيني وملء الأرض الفلسطينية بالمزيد من المستوطنات. يريد نتنياهو أن يخدع العالم ويغير مسار التاريخ، بينما معالم الصورة الواضحة للجميع تقول إن إسرائيل تمثل أسوأ استعمار عرفه تاريخ الأرض.