أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

«قلبه طيب..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 01-11-2015


بغترة على كتفي، وعقال فوق الطاقية مباشرة، وعين متورّمة، وكندورة متسخة، وبالطبع كرامة مهدورة.. كنت أقف أمام الضابط محاولاً منع نفسي من البكاء، صدقني الأمر ليست له علاقة بالـ«غسال» الذي حصلت عليه، ولكن أن تتم «شرشحتك» أمام اثنين من المراهقين، كُنت تملأ رأسيهما ببطولاتك الوهمية لمدة خمسة عشر عاماً، وبقصص خروجك من شباك السيارة قبل توقفها، وهجومك على شلة سعود الننجا، وتقطيعك خمسة عشر شخصاً منهم على طريقة أحد الخانات في بوليوود، هو أمر ليس لطيفاً على الإطلاق.

الضابط يسألك بطريقته الآلية: إنت مال الجريدة؟ تقول في سرك: لماذا يفترض العالم أن «مال الجرايد» لا يضربون! الحقيقة هي أننا أكثر ناس نضرب؛ لكن تختلف طريقة ضربنا بحسب الدولة والسياسات، وطبيعة الصحيفة.. أحرك رأسي بمعنى نعم، وقبل أن يبدأ الضابط بعمل المحضر،

يدخل ذلك الرجل الوقور الذي يوجد ثلاثة أو أربعة منه في كل فريج ليأخذك من يدك، ويقول لك: إن «الونش» الذي داس عليك هو في الحقيقة يمتلك «قلباً طيباً»! ولا داعي لإدخال الحكومة في الموضوع، وبين جملة وجملة يكرر: والله «قلبه طيب»!

لا أعرف أين كان قلبه حينما كانت يده تتجه إلى عيني الجميلة وكأنها متجهة إلى كيس في صالة التدريب، أين كان قلبه حينما رفعني أمام عيون المراهقين الأربع السعيدة برؤية الأسطورة تتحطم وحطم بأضلاعي مرآة سيارتي في ضربة مزدوجة؟ في أي زاوية كان القلب الطيب يختبئ حينما قام معي بحركة عناق الدب التي أعلنت بعدها استسلامي مباشرة، كل هذا لأنني «لفيت عليه»؟ أتساءل عن ردود أفعال القلب الطيب لو أنني مثلاً كنت قد دعمته، وحطمت له الدعامية الخلفية التي تحمل بوضوح عبارة ديانا حداد الخالدة: «ذنبك الطيبة يقلبي»!

بالنسبة لي لا توجد مشكلة، فليست المرة الأولى، ولا أعتقد أنها الأخيرة، لكن ظاهرة «القلب الطيب» هي التي تحتاج إلى دراسة وتأطير مجتمعي! المجتمع يريد منا أن نسامح السفهاء الذين يسيئون إلى الوطن، ويخطئون بشكل مبالغ فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع لا يريد أن تتم أي قضايا مالية أو مختصة بجنح تجاه البعض، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع يعطل العدالة تجاه كثيرين لأن «قلوبهم طيبة»، يا أخي لا أريد قلوباً طيبة! القلوب الطيبة مكانها غرفة الملكة في رواية أليس في بلاد العجائب.. أريد قلوباً شريرة، ولكنها تحترمني وتحترم القانون، أما قلبك الطيب فضعه في «صدرك»، فهو لا يهمني مطلقاً.

كيف انتهت القصة! بالطبع أريد أن أفرغ قهري في المراهقين السخيفين، ولكن أمهما منعتني، وهمست بصوتها الملائكي في أذني: اتركهما.. فقلبهما طيب.