من التحولات الجميلة في المجتمع أن السؤال الكريه أعلاه أصبح هو السؤال الرئيس الذي «يحرجك» به أحدهم بعد أن يقوم أحد معارفكم المشتركين بتقديم أحدكما إلى الآخر.. لم نعد نسمع «منو الريال؟».. أو ذلك الذي يحفر في ذاكرته عميقاً لكي يعثر على اسم له نفس اسم عائلتك أو قبيلتك ليسألك: شو يستويلك فلان؟.. ثم يثني عليه وعلى سيرته ويخترع بضع قصص مشتركة معه.. لكي يشعرك بالأمان.. نحن لسنا غريبين عن بعضنا.. فتبدأ علاقة صحية وجميلة، حتى وإن اكتشفتما في ما بعد أن «فلاناً» الذي جعلكما تطمئنان لوجود مشترك بينكما.. أصلاً لم يكن هو الشخص المقصود..!
وين تداوم؟.. السؤال الأهم في هذه الأيام، لأن سائله سيعرف في أي «كاتيجوري» يجب عليه وضعك، فإن كنت تداوم في إحدى الجهات السيادية التي بيدها الحل والربط والتوزيع والصيانة، سيصر عندها على أخذ رقم هاتفك لأنك «ريال طيب»، ويضع لك رنة خاصة، ويصر عليك بأن تسجل بدورك رقمه، لكي يطمئن أنه لن يكون ضمن أية لائحة سوداء على هاتفك.. ويمكنك بالطبع أن تتوقع قرف رسائل البرودكاست ودعابات: لايزال الأطباء يحاولون فصل الريموت عن وجهه الشهيرة!
في حال كنت تداوم في مؤسسة خدمية، فسيطلب منك رقمك، ولكن دون أن يقوم برنة خاصة لك.. الرقم لديه ومكتوب به عملك.. سيتصل بك في حال الحاجة إليه، ولكنه يتجنب أن تفهم أنكما أصبحتما صديقين..
في حال اكتشف أنك تداوم في القطاع الخاص.. فسيكتفي بطلب «البزنز كارت» كما يسميه.. قد يضعه في الجيب الأيمن، وهو الذي يذهب إلى «الريسايكلد» بمجرد وصوله إلى منزله، أو الجيب الأيسر وهو الذي يضعه لحين الحاجة، أو الجيب العلوي وهو الذي يبقى مع الكندورة في الغسيل..
يعجبني الأخوة المصريين، فلا حاجة لك لسؤالهم أين يعملون، لأن أسماءهم تعطيك الجواب مباشرة.. هل يمكنك أن تسأل شخصاً اسمه: سيد كهربا.. عن طبيعة عمله؟.. لا يمكن.. حمادة جمارك.. صالح قهوة.. علي موبايل.. زيكو عربيات.. حسن عضمة.. رامي سيطرة.. كمال كفتة..!
الوحيد الذي شعرت بالخجل حقيقة أن أسأله عن طبيعة عمله، كان شاباً لطيفاً عرفني إليه أحدهم، وكان اسمه: حسين رجولة!!