أحدث الأخبار
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد

و.. التجويع مجرّد وجهة نظر!

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 11-01-2016


ماذا قال بشار الأسد، وعلي خامنئي، وحسن نصرالله، وفلاديمير بوتن، وباراك أوباما للعالم في نهاية 2015؟ قالوا: إنهم قبلوا خلال خمسة أعوام بأن يُقتَل السوريون بالرصاص وقذائف الدبابات والمدافع عندما يتظاهرون سلمياً، بالذبح العاري في مجازر اقتلاع السكان، بالتعذيب في المعتقلات، بالصواريخ الباليستية، بالبراميل المتفجّرة، بالسلاح الكيماوي، بالطائرات الروسية.. وها هم يقبلون الآن بأن يموت سوريون جوعاً، فهذا مجرّد حمولة إضافية لن ترهق ضمائر سبق أن تجرّدوا منها، ومن أجل ماذا يقبلون جريمة ضد الإنسانية كهذه؟ من أجل أن يبقى نظام خَشَوْا دائماً «بدائله»: المجهول، الفوضى، الإسلاميين، كما توقعوا، أو الارهابيين كما حذّر النظام نفسه، بعدما صنع الإرهاب ثم راح يطلق النداءات ويرسل الدعوات إلى الراغبين في محاربته!.
حوصر السكان المدنيون في بلدتي مضايا وبقين، وأحيطوا بالألغام، مُنعوا من الخروج، لم يُترك لهم سوى خيار واحد: الموت جوعاً، وعندما أرسلت اليهم الإغاثة قبل أربعة شهور لم يُسمح للهيئات بأن توفّر لهم أكثر من نصف ما كانوا يحتاجون إليه فعلاً، ومنذ بداية ديسمبر الأخير أشعلت منظمة «أطباء بلا حدود» الضوء الأحمر، لم يبقَ لديهم شيء، انعزل المسنّون ينتظرون الانطفاء بصمت، لكن صراخ الأطفال ظلّ يقضّ المضاجع، ولم يهتم أحد لبيانات تعلن أن قافلة الموت جوعاً قد انطلقت، كان الظنّ أنها تبالغ أو تحاول استباق المحظور، قضى بضع عشرات قبل أن تخرج أخيراً تلك الصور التي لا يمكن تكذيبها، يحدث هذا في وجود «دولة عظمى» هي روسيا باتت شريكة للنظام وحلفائه الإيرانيين و»حزب الله» في حصار هؤلاء السكان واستدراجهم إلى موت محقق.
تبرير هذه الجريمة لا يقلّ فظاعةً عن ترك الناس يقضون جوعاً، والأكثر بشاعة أن يُصار الى التمييز بين حصار تجويعي غير مقبول وآخر مقبول، الأول؛ لأنه يقتل بشراً من «طرفنا» والثاني لأنه يضرب «الطرف الآخر». فالتجويع للقتل هنا يصبح مجرد وجهة نظر، مجرد تفصيل حربي له ما يبرّره. وطالما أنه يحصل في نطاقٍ ومكانٍ محدّدين فمن السهل اتخاذه مادة للتحليل والتحاجج: «هل رأيت ما يحصل في مضايا؟».. «نعم، ولكن سمعت عن الفوعة وكفريا».. «لم يمت أحد جوعاً فيهما».. «لكنهما محاصرتان لأنهما شيعيتان».. «ومضايا والزبداني وبقين لأنها سنّية».. «هل تتوقّع من الأسد أن يُطعم من يحاربه».. «لكن من يموتون مدنيون».. «إنهم يخيفونه أكثر، ويعاقبهم لأنهم يحتضنون من يحاربونه»! هذا النمط من النقاش يبدأ من «تفهّم» متبادل لفعل التجويع وينتهي إليه، بل من حقيقة أن قذارات الحروب تبقى أفضل الوسائل لإراحة الضمائر وتنظيفها.
لم تعد هناك روادع للعقول والقلوب، وعندما تنتفي الأخلاقية في التعامل داخل البلد الواحد والمجتمع الواحد يصبح التفكير مجرّد التفكير في المستقبل مفزعاً، ورغم موافقة نظام دمشق أخيراً على إدخال الإغاثة إلى مضايا، فقط بالتزامن مع إغاثة الفوعة وكفريا، فإن السكان مطالبون بأيام جوع إضافية ومزيد من الانتظار وربما مزيد من الموت، بسبب تعقيدات الترتيب والتنسيق، هذا حُكمٌ وحاكمٌ يريدان تكريس بقائهما بفعل التجويع، مدعومين من جانب روسيا وأميركا وإيران و»حزب الله» لكن الأخير يعتبر اتهامه بحصار مضايا «حملة مبرمجة هدفها تشويه صورة المقاومةّ!».