أحدث الأخبار
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد

«أبوالغيرة..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-01-2016


كان يتعامل مع سجائره بطريقة غريبة، ممارسته أشبه بالانتقام، لا أعلم هل كان ينتقم من السجائر أم من صحته؟ لا تكاد السيجارة تنتهي إلا وأشعل واحدة جديدة بعقبها، ولهذا فقد كان لا يحتاج إلى «ولاعة»، قاطرة بخارية قديمة تعمل على مدار اليوم من لحظة الاستيقاظ إلى لحظة العودة إلى السرير، كنت أحبه بصدق، ولذلك لن يحتمل قلبي الصغير تلك اللحظة التي سيموت فيها، كما تقول العبارة التي تعلو صورة لرئة مسلوخة قبيحة المنظر، أنتظر لحظة صمته لكي أقول له: علاوي.. أنت تدخن بشراهة!

لم يكن يجيب عن هذه الآراء أو التعليقات.. يكتفي بنظرة بعيدة إلى المجهول، ثم يصدح بصوته المشروخ من أثر التدخين بموال قصير عن «ألم» ما، أو «مصيبة» ما، أو «حبيب مهاجر» ما، كل حباله الصوتية تنشج بالألم، سواء كان ذلك في أغنية، أو في هدهدة أطفال، أو حتى في نغمة تلاوة مقدسة.

«حياة الضيم» هو المصطلح الأقرب إلى قلبه للتعبير عن سيرته الذاتية، يقول «علاوي» إنه وبني جيله ولدوا مع بداية حرب بلادهم ضد إيران في بداية الثمانينات، وهكذا كانت طفولتهم المبكرة حرب السنوات الثماني، ثم كانت مراهقتهم مع حرب الخليج الأولى تخللتها بعض المؤثرات الصوتية من حرب لحكومتهم المركزية مع الجنوب تارة ومع الشمال تارة أخرى، وعدد من الغارات التأديبية وقرصات الأذن، وحصار خانق ومقرف، وحين اشتد العود وكبر الشباب جاءت الجائزة الكبرى بغزو بلادهم، وحين وصلوا إلى مرحلة الاستقرار والزواج، كان الاستقرار أو الزواج هو آخر ما يحلم به العراق، فقد سقط في مستنقع من الكره والطلاق بين جميع مكوناته، وهكذا كانت حياة «علاوي» حياة الضيم، إلا أنه لايزال يكرر المواويل والأغاني الحزينة ذاتها عن حب الوطن.

أغافله وأنا أخبّئ «باكيت الجقاير» كما يسميه من أمامه، وأسأله عن سبب عدم عودته مادام يحب الوطن لهذه الدرجة؟ يخبرني بأن الميليشيات ستقتله بسبب لون عينيه، أنصحه بأن يربي لحية فيقول لي إذن سيقتله الشماليون، أو أن يقص اللحية فيخبرني بأن «داعش» سيقتله، أو أن يظهر شهاداته وخبراته فيقول لي الحكومة ستقتله. إذن مثّل أنك جاهل، العشائر ستقتلني، ادعي الفقر، تجار الأعضاء البشرية سيغتالونني، ادعي الغنى، العصابات المتخصصة بطلب فدية ستقتلني، ادعي التدين، سيقتلني الغزاة، ادعي عدم التدين، سيقتلني المتشددون.

فكرت بصدق بأن أهديه رصاصة بين عينيه تريحه من حياته.

أعيد له «باكيت الجقاير».. وأنا أتمنى له قتلاً رحيماً.