أحدث الأخبار
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد

لغة القرآن

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 22-01-2016


لفت نظري في الأيام الماضية أمران مهمان يتعلَّقان بموضوع اللغة، الأول: ما نشره الكاتب الإسرائيلي ديمتري شومسكي في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بتاريخ 14 - 12 - 2015 حول موضوع اللغة العبرية، وخلاصته أنه لولا اللغة العبرية لما وُجِدت إسرائيل، بل لكانت الثقافة اليهودية قد تحولت إلى هامش الهوامش، وما تمكن «الشعب الإسرائيلي» من المساهمة في الإبداعات والابتكارات العالمية.

الأمر الثاني: ما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بخصوص تطبيق اختبارات إجادة اللغة الإنجليزية على المهاجرين إلى بريطانيا، والذي سيترتب على الفشل في اجتيازه ترحيل المهاجر من البلاد.

الخبران جعلاني أتساءل: أين لغتنا العربية من هذا الاهتمام الكبير لدى الدول والشعوب بلغاتها؟ شهدت لغتنا العربية خلال السنوات الأخيرة حالة من التراجع الشديد في مكانتها، لاسيما في مجال التعليم، وأدق تعبير لوصف مثل هذه الحالة ما قاله المؤرخ الراحل الدكتور عبد العظيم رمضان: «لقد أصبت بهزّة نفسية عنيفة بعد تصحيحي أوراق إجابات الطلاب في الامتحانات، وكان سبب الاهتزاز هو المستوى المتدني للإجابات لدرجة مخيفة، إذ أحسست أن اللغة العربية قد توفيت إلى رحمة الله، وعلينا أن نبحث عن لغة أخرى إذا أردنا التفاهم فيما بيننا كبشر. فخط الكثيرين من الطلبة الجامعيين يقترب كثيراً من خط أطفال السنة الأولى الابتدائي والغلطات الإملائية هي الأصل في الكتابة، أما الأخطاء النحوية فحدث عنها ولا حرج، والعجز عن التعبير سائد بين الجميع، حتى لنشعر بأن الطلبة قد أصيبوا بعاهة (العي) في النطق».


كما قال الشاعر فاروق جويدة: «لقد شاركت في الامتحان الشفهي لامتحان كلية دار العلوم، ووجدت الطلبة الذين سيكونون مدرسين بعد شهر لا يعرفون اللغة العربية ولا يتقنونها».

من الطبيعي أن مثل هذا التراجع اللغوي له أسبابه، فقد أخذت معظم الدول العربية بالرأي القائل بأن تبني لغة القوى العظمى (الأجنبية) سيجعلها تبدع وتبتكر وتصل إلى ما وصلت إليه تلك القوى، متناسية أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وأنها أهم مقومات الأمة ومرتكزاتها الفكرية والحضارية، وأن ضعفها وإقصاءها يعني توقفها عن النمو والانتشار، ما ينعكس على حال الأمة وقوتها ونهضتها.. وأن سيادة اللغة الأجنبية تعني تهميش اللغة الأم والهوية الوطنية، وقلة المساهمة في الإنتاج العالمي، وضعف الابتكار والإبداع، وتعميق الثقافة الغربية في المجتمع العربي، وفرض مفاهيم القوى العظمى.

لقد نسي البعض أيضاً ما قاله المستشرق زويمر في كتابه «جزيرة العرب مهد الإسلام»: «ثمة لسانان لهما النصيب الأوفر في الميدان المادي والدعوة إلى الله، وهما الإنجليزية والعربية، وهما الآن في مسابقة لا نهاية لها، يريد كل منهما التهام الآخر لتكون له السيادة المطلقة على العالم»، ويبدو أن العرب قد تركوا اللغة الإنجليزية تلتهم لغتهم العربية.

صحيح أن هناك جهوداً تبذل للنهوض باللغة العربية، لكنها لم تصل بها إلى المستوى الذي يجعلها لغة قادرة على كسب الرهان العلمي العالمي، حيث إن حصتنا في التنافس العالمي، حسب الناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل (الخليج: 15 - 01 - 2016) محدودة، إلى جانب أن لغتنا لا تزال تمثل حاجزاً بيننا والعالم، وليس هناك عمل جدي كفيل بتغيير مثل هذا الواقع.