أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

صديقي الهاتف!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-02-2016


أنصت إلى مجموعة من الرجال يتحلقون حول طاولة بأحد المطاعم الفاخرة بالمدينة، يركز كل واحد منهم عينيه في هاتفه النقال، يبتسمون جميعاً للشاشات وليس لبعضهم، يضحك أحدهم فينظر إليه الآخرون فجأة، لا يعيرهم اهتماماً، ويواصل ضحكاً طويلاً لا أحد يعرف سببه، وحده الهاتف يعرف، بين وقت وآخر يقول أحدهم لرفاقه (يا جماعة ملل، اتركوا الموبايلات دعونا نتحدث) يستقبل رفاقه العبارة بلا تأثر ويكملون مع الموبايل!!

أتسمع إلى مجموعة من الفتيات اتفقن فيما بينهن، على ما يظهر، على قضاء وقت لطيف بصحبة بعضهن في أحد محلات بيع المثلجات، دخلن بمرح، جميلات، أنيقات، وتفوح منهن رائحة الرفاهية، جلسن في ركن قصي، سريعاً اندست أيديهن في حقائبهن الباذخة وأخرجن الهواتف، وبدأت الحكاية نفسها، في عالم الهاتف لكل واحدة منهن حكايتها، رفاقها، صديقاتها، جروباتها، وعوالمها الافتراضية الحميمة، تلك واحدة من مسلمات واقعنا، وإذن فلماذا يتفق الأصدقاء على اللقاء لقضاء وقت لطيف بصحبة بعضهم طالما هناك صديق أهم يستحوذ الوقت كله؟ يبدو واضحاً أن هناك خللاً لغوياً في فهم معنى اللقاء والصحبة اللطيفة، فهذه المعاني لا تحيل إلى الانشغال التام عمن معي وكأنه لا وجود له في حين أن هدف اللقاء مختلف تماماً!!

حكاية العلاقة الغريبة التي أصبحت تربط معظمنا بهاتفه ليست مجرد حكاية عابرة، ليست كقصص العلاقات الطارئة أو المراهقة، ليست بسيطة أو تافهة كما نعتقد، إنها حكاية جادة وقد تصل إلى اعتبار الهاتف صديقاً حقيقياً بديلاً، صديقاً متفهماً وحميماً ومريحاً، لا تضحكوا فحين سألت مجموعة من الطلاب والطالبات في ورشة تدريبية عن الشخص أو الشيء الذي لا يمكنهم الحياة بدونه أو الاستغناء عنه، كنت أتمنى أن يكون الجواب من نوع: عائلتي، أصدقائي، أمي، جيراني، ... لكنني كما توقعت كان الجواب هو: الموبايل!! لكن لماذا الموبايل؟

قال أحدهم لأنه يفهمني أكثر من أي أحد آخر، يعطيني كل ما أريد وبسهولة، لا يلزمني بأي شيء، إنه صديق مريح مفيد وغير متطلب، الصديق متطلب والعائلة مسؤولية والجيران عبء!! بينما الموبايل لا يجعلني أحتاج لأي شيء عندما يكون معي!

تساءلت بعد أن تركتهم: هل لذلك علاقة بالعمر، فهؤلاء، أياً تكن أعمارهم، صغار بلا تجربة ومزهوون بالحياة وبطريقة نظرتهم لها؟ أم أن السبب يعود لانعدام الحوار واللغة المشتركة والحميمة بين المراهقين وأسرهم وبين الطلاب ومعلميهم وبين البنات وأمهاتهن وبين معظم الناس في المجتمع بعضهم بعضاً؟ إن الركون للصمت بصحبة الهاتف يقودنا لعلاقات غير محايدة ومنقوصة أولاً، ولأشخاص متوحدين يمكن الإيقاع بهم ثانياً!!

القضية هنا ليست في مواكبة ثورة التقنية ولكن في تحول مفاهيم عميقة في العلاقات الاجتماعية!!