أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

في الحب والمحبة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-02-2016


في الحب والمحبة كتب وقصائد وكلام كثير، يمكنه أن يتوزع على مفردات ومعانٍ وثنائيات، فأنت تحب منذ أن تفتح فمك باكياً في أول خروجك للحياة، وأنت تبكي حباً لا لشيء آخر، أنت تبكي لأنك فارقت بيتك الجنيني الذي اعتدته لتسعة أشهر، وفيه عرفت أمك وحفظت صوتها وضحكتها، ولطالما ترفست قدماك بكل حرية في ذلك الماء الذي كنت تظنه محيطاً أو بحراً خلق لأجلك، أنت تبكي ذلك العالم الذي اعتدته طويلاً، ذلك المنزل الأول الذي سيظل يمنحك أعلى درجات الحب والتقييم بلا مقابل لأنه يحبك كما أنت!

نحن نتعلم الحب أولاً، ثم ننمو به ومعه، فنحب أنفسنا، بيتنا، لعبنا، والدينا، إخوتنا، أصحاب اللعب وزملاء المدرسة، نتعلم كيف نجتذب اهتمام من نحب، وأحياناً تجعلنا الظروف نتطرف فنعتقد أن المحبة تَمَلُّك، وحينها نغار وندخل في حروب خفية ونحزن، وقد نبكي أحياناً، كل ذلك يعني أننا ندرب قلبنا ليتنفس ملء الدنيا وينمو قدر استطاعته، لكن قبل كل شيء، إن لم نحب أنفسنا فلن نتمكن من حب أي أحد آخر أو أي شيء خارجنا، سنظل حبيسي فكرة قاتلة!

ما هي تلك الفكرة وكيف تتولد أو تنمو فينا؟ إنها فكرة يولدها الخارج عادة، الأسرة، المعلمون في المدرسة، وزملاء الدراسة الابتدائية، فحين قرر ذلك الأب أن يزور ابنه في المدرسة ويتعرف جيداً إلى طريقة تعامله مع زملائه، طلب من المعلمة أن تأذن له بدخول الفصل، وفعلاً وافقت المعلمة..

وفي الفصل وجد هذه المعلمة قد وضعت بطاقات على ظهور الطلاب، تحمل صفات معينة كطريقة ثواب وعقاب عجيبة، لكن لطالما اتبعها بعض المعلمين، فعلى ظهر أحدهم كُتِب (أنا ذكي) وعلى ظهر آخر كتب (أنا نظيف) وآخر (أنا غبي) و(أنا كسلان) و(أنا مجتهد) وهكذا، لحظتها قرر الوالد أن يخرج ابنه من تلك المدرسة، وقد كان محقاً في قراره!

لن يحب ذلك الطفل نفسه يوماً، ولن يقيّمها التقييم العالي الذي يستحقه ويدفعه للأفضل، طالما قَبِل أن يمشي بين زملائه حاملاً تصنيفاً حقيراً منحته له معلمته التي ينظر إليها باعتبارها قدوة وباعتبارها الأفضل والأكثر فهماً وعلماً، سيظل طوال حياته ينظر لنفسه أنه غبي وحمار، هذه البطاقات التعريفية المسيئة تقتل كل رغبة في أن يكون الإنسان كائناً أفضل، كما تقتل في زملائه أي رغبة في الصداقة أو حتى في التعاطف!

نحن نحب أنفسنا لأن هناك من يجعلنا ننظر لهذا الحب باعتباره حقاً وحاجة وضرورة، لأنه سيتحول في كل حياتنا إلى خزان لا ينضب، ننهل منه لحاجة ذواتنا ولنمنح الآخرين، ولنتعامل به مع كل ما يحيط بنا. نعم، هناك ممن نحب أشخاص غير كاملين مثلنا تماماً، فالكمال ليس من صفات البشر أصلاً، لكن النقصان فيمن حولنا أو في أصدقائنا لا يجوز أن يتحول إلى بطاقة تعريفية نلصقها بهم طول العمر!

في المحبة أيضاً، عليك أن تقبل من تحبه كباقة ورد، وأن تنظر له انطلاقاً من فكرة أن في الباقة وروداً وأوراقاً ونباتات خشنة أو جافة وحشائش صغيرة، لكنها معاً تشكل تلك الباقة الحلوة.