التفجيرالإرهابي الذي هز العاصمة التركية أنقرة، وأدَّى إلى مقتل 28 شخصا معظمهم من العسكريين، بالإضافة إلى إصابة العشرات، كشف مرة أخرى وبشكل جلي عن اللاعبين الذين يقفون وراء معاناة الشعب السوري الأبي، والمجازر التي تُرتكب في أرض الشام المباركة، لأن هذه العملية الإرهابية تهدف إلى تركيع تركيا أمام القوى الدولية التي اتفقت على تصفية ثورة الشعب السوري، وإجبار أنقرة على قبول تفاهمات واشنطن وموسكو.
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إن منفذ تفجير أنقرة الإرهابي سوري كردي من سكان مدينة عامودا وعضو في وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، لافتا إلى أن العملية الإرهابية تمت بالتنسيق مع عناصر حزب العمال الكردستاني في تركيا.
الفرع السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية المسمى حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردي، لا يمكن أن ينفذ مثل هذه العملية الإرهابية في قلب العاصمة التركية إلا بالتعاون والتنسيق مع أجهزة استخبارات عالمية. ولذلك يطرح هذا السؤال نفسه: «هل هي رد بوتن على إسقاط المقاتلة الروسية من قبل الجيش التركي بعد اختراقها للأجواء التركية؟».
تورط موسكو في هذه العملية الإرهابية غير مستبعد، لأن المتوقع من الرئيس الروسي الذي يتصرف كزعيم مافيا أن يسعى إلى الانتقام بأي وسيلة انتصارا لغروره وكبريائه، كما أن روسيا تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي وتقوم بتوفير غطاء جوي له من خلال قصف مواقع الفصائل الثورية لتسيطر ميليشياته على مزيد من المناطق في شمال سوريا، ومعنية بحمايته، كما أكَّد رودي عثمان مسؤول مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو، قائلا إن روسيا تعهدت لهم بالدفاع عن وحدات حماية الشعب الكردي في حال دخلت القوات التركية إلى الأراضي السورية.
التفجير الإرهابي وقع بالقرب من قيادة القوات الجوية التركية، ولذلك ترى مصادر أمنية أنها كانت الهدف الحقيقي للهجوم الإرهابي، وأن هناك مؤشرات أخرى تشير إلى أن العملية تعتبر رداً على حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، مثل العثور على هوية المنفذ.
وحدات حماية الشعب السوري التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي مدعومة من قبل جميع أعداء الشعب السوري بالمال والسلاح، بالإضافة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي في الأروقة الدولية. وهذا ما صرح به سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، حين قال في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إن مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي يتلقون دعما من النظام السوري وروسيا والولايات المتحدة، مؤكداً أن انتصاراتهم في شمال سوريا هي انتصارات أيضا لجيش النظام.
تصريحات الجعفري تكشف عن جبهة عريضة تستهدف ثورة الشعب السوري وتتآمر عليها، بالتنسيق والتعاون مع نظام الأسد، وهذه الجبهة هي نفسها تقف بشكل أو آخر وراء تفجير أنقرة الإرهابي، وتتحمل مسؤوليته، كما تتحمل مسؤولية استمرار المجازر في سوريا.
ومن المؤكد أن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مساء الأربعاء قلب العاصمة التركية يحمل رسائل عديدة، إلا أن تركيا ترفض استلام هذه الرسائل والاستسلام لمضمونها، وستردها إلى أصحابها، لتواصل قصف مواقع المنظمة الإرهابية، سواء في شمال سوريا أو في شمال العراق، للدفاع عن أمنها ووحدة أراضيها.